في الحلقة 23 تكلمت على ظاهرة تبرير السلطة السياسية ديال بني مرين انطلاقا من موضوع "إرث المرابطين" للي كايبان أنه كان من بين المواضيع والتيمات للي كانتش مقنعة.. في هاد الحلقة، غادين نشوفو موضوع آخر للي حتى هو ماكانش عندو شي تأثير كبير على شرعية بني بني مرين حينت ماكانش عليه إجماع ديال المغاربة…وهاذ الموضوع هو "الانتماء للبيت النبوي الشريف"… ولكن في البداية، لابد مانشير أن تبرير وجود المرينيين في السلطة انطلاقا من معيار الانتماء لآل البيت النبوي ماظهر حتى قرربات النهاية ديال الدولة ديالهوم. وأول المثقفين للي فتى بهاذ الحل هو الفقيه والسياسي المقررب من القصر محمد بن مرزوق العجيسي التلمساني في كتابو "المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن"…والمعني هنا بأبي الحسن هو السلطان المريني "أبو الحسن المنصور" (1331-1351)، وللي كاتقول رواية ابن مرزوق أن واحد الفقيه من الأندلس، جاب للسلطان واحد الشجرة ديال النسب للي كاتربط العائلة المرينية بالنبي عليه الصلاة السلام، وقال ليه بللي راها شجرة كانت عند الجد ديال السلطان، وللي هو بالطبع "أبو يوسف يعقوب" (1258-1286)… ولكن مللي كانتعممقو شويا في هاذ الرواية ديال ابن مرزوق، وكانقارنوها معا رواية اخرى موجودة عند عبد الرحمان بن خلدون، ماكاتبقاش تبان لينا مقنعة من الناحية العلمية الصرفة…آشنو هي هاذ الرواية ديال صاحب "المقدمة"؟ ابن خلدون كايقول ما يلي: "سمعت شي واحد قال ليا بللي مؤسس دولة بني عبد الواد الزناتية (في الجزائر الحالية)، المسمى يغمراسن بن زيان، دائما كان كاينفي أنه من أصل إدريسي أو شريف"….وحنا كانعرفو أن بني عبد الواد هوما ولاد عم المرينيين لأنهوم كولهوم من زناتة الأمازيغية…وعليه، كيفاش الناس غادين يقبلو أمور وادعاءات مرفوضة أصلا من سلاطين بني عبد الواد للي هوما جزء كبير من قبيلة زناتة كولها؟ ! ويمكن أن هاذ الارتباك في الروايات حول النسب الشريف للمرينيين هو للي جعل السلطان أبو الحسن المنصور، أنه يجاوب بالأدب وبالصواب على الفقيه للي جاه من الأندلس بما يلي: "إذا كان هاذ الشي للي جبتي ليا صحيح، فحنا ماباغين منو إلا وجه الله تعالى، ولكن إيلى كان ماشي صحيح، فحنا ماباغين تقليد لا معا الله ولا معا العبد" !! ولكن رغم هاذ التضارب والارتباك حول هاذ المسألة، فالواضح من الأحداث السياسية في أواخر العهد المريني، أن القصر انتهى به الأمر إلى قبول هاذ الحل ديال الانتماء لآل البيت، وخذا بيه وعمل على نشرو بين الخاصة والعامة…وهاذ الشي كايشيرو لي الكتوبا بجوج ديال أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر(1325-1405 ميلادية)، وللي هوما :"روضة النسرين في أخبار بني مرين" و"مستودع العلامة"…وربما هاذ العودة لمعيار الانتماء لآل البيت الشريف هو للي كايفسسر لينا علاش أبو عنان المريني (1351-1357 ميلادية) تجررأ انو ياخذ لقب "أمير المؤمنين" خلافا للتقليد للي مشاو عليه بنو مرين منذ البداية وللي هو اتخاذ لقب المرابطين للي سبقوهوم، يعني لقب "أمير المسلمين" !! ولكن للي كايبان ليا مؤكد، هو أن رفع شعار الانتماء للبيت النبوي الشريف من طرف بني مرين، كان في إطار صراع خفي، ولكن موجود، بين السلالة الأمازيغية للي حاكمة في فاس، وبين الشرفا ديال المدينة للي موالفين يعيشو بعادين على العاصمة السابقة مراكش…بحيث الشرفا كانو كايعتابرو المرينيين أجانب على المدينة، وكايعتابرو السلطة السياسية ديالهوم كاتضييق عليهوم…فكان طبيعي أن بني مرين في بداية القرن 14 الميلادي ينخارطو حتى هوما في الادعاء بالانتساب لآل البيت باش يتقاددو معا الفاسيين…لأننا ماخاصصناش ننساو بللي إحياء موضوع "الشرفا أبناء إدريس مؤسس المدينة"، راه بدا ننيت في بداية هاذ القرن 14 ، وبالضبط في عهد السلطان "أبو سعيد عثمان" (1310-1331 ميلادية)… إذا باش نلخخص شويا، الشعار ديال الانتماء للأدراسة ولاد النبي من طرف الفاسيين ماكانش اعتباطي وماكانش بالصدفة، لأنه كان بالنسبة ليهوم هو الضامن "الإيديولوجي" الوحيد للي كليمكننهوم من مواجهة سلالة حاكمة غريبة عليهوم….وفي المقابل، رفع شعار الانتماء للبيت النبوي من طرف المرينيين في بداية القرن 14 الميلادي كان بالنسبة للسلاطين الحاكمين هو رد الفعل الإيديوجي المناسب على المعارضة للسلطة ديالهوم من طرف سكان مدينة فاس… هاذ الصراع الرمزي والخافت غادي ينفاجر وغادي يصبح مكشوف وعنيف ودموي سنة 1465 ميلادية مللي الفاسيين ثارو على القصر وتمككنو أنهوم يقتلو السلطان المريني "عبد الحق"، وينصصبو في مكانو المزوار ديال الشرفا ديالهوم "أبو عبد الله الحفيد" للي اصبح سلطان، معلنين بذلك ميلاد أو إعادة إحياء أمجاد الدولة الإدريسية الفاسية…وهاذ التكتيك السياسي هو للي ربما بغا يعاود انتاجو محمد بن عبد الكبير الكتاني سنة 1908 ميلادية مللي كان النقاش ضاير على البيعة الحفيظية مللي مولاي حفيظ دخل لفاس وخذا الحكم من خوه مولاي عبد العزيز، وهي قضية غادي نرجع ليها من بعد !! غير هو لابد ما نأككد على أن الأمور في القرن 15 الميلادي تغييرات بزاف في المغرب، والبلاد صبحات محتاجة لمحاربين للي يدافعو عليها من الغزو الأجنبي للي احتل جل المدن الساحلية المغربية، وبالتالي ماكانش ممكن ليهوم أنهوم يعوولو على ولاد المدينة أنهوم يحررو البلاد، بل كانو محتاجين لبنادم ديال الحرب وديال تاممارة وديال الدفاع على الوطن…فكان طبيعي أنهوم يتبعو شرفا آخرين جايين من العروبية ديال الصحرا، وموللفين الحرب والسلاح، وما محصورينش في مدينة مغربية وحدة، بل عندهوم الطموح أنهوم يوححدو البلاد كاملة من الجنوب حتى للشمال…وكان من الطبيعي أن المغرب يقلب الصفحة ديال الشرفا الأدارسة الفاسيين، ويفتع صفحة شرفاء زاوية "تاكمادارت" الصحراوية العلوية، وللي تسمماو في التاريخ الرسمي بالشرفا السعديين…. بقى ليا نشير أن إضفاء الشرعية السياسية على السلطة المرينية انطلاقا من معيار الانتماء لآل البيت الشريف، ماكانتش المعيار الوحيد للي جرربوه الأمازيغ بني مرين، بل مشاو بعيد، بحيث غادين يجرربو معيار آخر، وهاذ المرة بنجاح فائق، وللي هو معيار الانتماء للعروبة، والترويج لكل ما هو عربي، وللي غادي يمشي حتى لدرجة التعريب ديال المغاربة من الشمال حتى للجنوب عبر واحد السياسة غاية في الإبداع والإتقان…. 3