كما الطبيعة المهددة بالاحتباس الحراري وعوامل التلوث فإن السياسة تهددها نفس الآفات ..ولكن من رحمة السماء أنها تبعث على رأس كل أمة من يعيد لها توازنها ويحميها من تكاثر الأرانب المستفيدة من نسبة خصوبتها المرتفعة .. كيف تتكاثر هذه المخلوقات الضئيلة التي تحيا في الهوامش وبنفق ديناصور عظيم !!؟يجعل سره في أصغر خلقه .. رغم حقارة أدوات التناسل عندها إلا أنها نشطة متوالدة وإناثها ولودات ودودات ؟ خفة الجسد ورشاقة الروح تساهم في ذلك دون شك.. انظر الى الديناصور البليد راكم من الدهون عبر السنين ما أثقله عن أنثاه التي أناخت بدورها بفعل التعاطي للمأكولات الدسمة متخلية عما تجود به الطبيعة من نباتات وأعشاب وبدل اعتماد حتمية قاسية تعيد للجسد المترهل شبابه، نبت عالم الأحياء من قبيلة الأحرار خشية على الطبيعة من الفراغ وقرر إنقاذ الديناصور من الزوال .. مهمة شريفة دون شك، فالطبيعة لا تحتمل ضجيج الأرانب، وسنادها في كل الفضاءات.. لابد من إدخال الديناصور الى بيت الإنقاذ الإيكواوجي عملا بتوصيات كوب 22 التي استضافتها عاصمة النخيل بالمغرب العجيب. هل يمكن ان يعيش حماحمة في صحراء قاحلة وفوق أرض ماعادبها موطئ لجناح كليل، على الأقل الديناصور سيصير فزاعةيحط فوقها السٍّربٌ الحمائمي ليشم وردة تغدت من ثقب أوزون ديناصور عريض.. تململ الديناصور حاملا شحومه وفتح عينيه في تراخ وسأل :أين وحيد القرن ؟ ولما أدار قفاه شمالا ويمينا ولم يظفر برؤيته…صاح فاكا عقدة معطفه " بدون وحيد القرن التكنوقراطي لن نتحرك من هنا"، ربّت على كتفه العريضة عريضُ القفا.. اطمئن سيعلمك ما لم تعلم ويأتيك بالخبر كل حين. – لقد بدَّدْتَ خشيتي … لكن اين هو المجتهد؟ – لا عليك إنه صائم وقد أفطر على بَصلة .. وأنت من تكون ؟ – الا تعرفني ؟ – بلى ولكن ليطمئن قلبي ؟ – أنا النسناس ألم تدرس عني في تلاوة بوكماخ؟ – أعرفك.. أعرفك يا خفيف الظل، وعاري الردفين.. ألا زلت تتقن الرقص؟ – لدونتي فاقت مهارات نجوى فؤاد؟ – متع ناظريَّ برقصة تسد ثقب أوزوني وتحيي عظامي وسط جبال أورامي النضالية !!؟ – خبرني عن وحيد القرن؟ إني لا أراه – هو في رحلة غابة ينقذها من الحريق؟ مضى وفي جرابه حَسَاء الوعود، العصيان وكثير من الوعيد. – قل لي يا ديناصور لم أنَبْت عنك في الحفل ..الم يكن الأجدى ان تحضر في كامل جثتك؟ – بلى ولكن بَعَثْتُ غلامي وفاكهة بستاني نيابة عني – لا تقلق هما في العين.. وسأحميهما من تحرش العديان . – لست أدري ما كان الحال سيكون بدونك ياحامينا من الإنقراض؟ – ألا تعرف الجواب.. سأقول لك فأنا لساني مطواع، كنت ستكون خبرا بعد عين .. وشاهدا ينبئ عن مرورك العابر في الكون . – لا تبالغ … ألا ترى – تبارك الله – حجمي .. – حجم لا تخطئه العين، لكن تمهر في محوه الديدان وآفات الزمان .. – إهانة من مثلك ياحامي التوازن الإيكولوجي من الزوال مقبولة. – وأذكر أننا توجناك مكانا أهلناه بالأمس ما كنت تتخيل بلوغه لولا فضل منا وجودُ . أحنى الديناصور رأسه، وأشار بإيماءة الرضا .. وهمس مستفهما : وما انتهى إليه أمر المفطر بالبصلة .. – قهقه عاري الردفين وقال: عاد الى صومه ونذر ان يجعله صوم وصال !!