انطلقت اليوم الجمعة أشغال الدورة الثامنة وللعشرين لمنتدى كرانس مونتانا، المنظم للمرة الثالثة تواليا بمدينة الداخلة، تحت عنوان " نحو إفريقيا جديدة للقرن الواحد والعشرين" بحضور هام لشخصيات سياسية واقتصادية وثقافية ثم إعلامية دولية ووطنية. وافتتح المنتدى بقصر المؤتمرات في الداخلة بكلمة موجهة من الملك محمد السادس للحضور تلاها رئيس جهة الداخلة وادي الذهب الخطاط ينجا، إذ أكد عبرها الملك محمد السادس على تطلعه لجعل مدينة الداخلة فضاءا للقاءات ومحورا للتواصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، مذكرا بأهمية منتدى الداخلة كمحطة بارزة استنادا لنوعية ومكانة الشخصيات المرموقة المشاركة فيه، ومساهمته في بلورة حلول عملية للعديد من الإشماليات المطروحة، موضحا أن منتدى الداخلة فضاء لطرح الأفكار وتبادل الخبرات في مختلف المجالات التي تخص القارة الإفريقية، مشيدا في الآن نفسه بالإختيار الموفق للمواضيع، خاصة ما تعلق منها بتحديد ملامح ومميزات إفريقيا جديدة للقرن الحادي والعشرين. واستطرد الملك أن المملكة المغربية تؤمن بقدرة إفريقيا على الرفع على الرفع من التحديات التي تواجهها، وعلى النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة لشعوبها، مردفا أن تحقيق النهضة الإفريقية المنشودة يبقى رهينا بالثقة في النفس والإعتماد على المؤهلات والقدرات الذاتية واستغلالها في إطار تعاون جنوب – جنوب. وأورد الملك محمد السادس أن المغرب أقدم على مر الأعوام بتطوير نموذج متعدد الأبعاد شمل الإقتصاد بكل مكوناته والخدمات، وتعداها إلى مجالات متنوعة ومتكاملة على غرار الإجتماعية والثقافية والأمنية والدينية، إذ يحرص المغرب على توطيد الأمن والإستقرا بمختلف مناطق القارة من خلال مءاهمته في عمليات حفظ السلام تحت لواء الأممالمتحدة وفي مبادرات الوساطة قصد حل النزاعات بالطرق السلمية والتعاون الأمني لمحاربة الجماعات الإرهابية. واسترسل الملك أن المغرب حرص على بلورة مقاربته تجاه أشقائه بالقارة، عبر زيارات شملت ربوع إفريقيا لفتح آفاق وواعدة جديدة مع دول كانت علاقات المغرب وإياها ضعيفة أو منعدمة، مشددا أن ابرز حدث لهذه السنة هو العودة التاريخية للمغرب إلى مكانه الطبيعي داخل مؤسسة الإتحاد الإفريقي كخيار لارجعة فيه على طريق التضامن والسلم والوحدة الواجب أن تجمع الشعوب الإفريقية. وأفاد الملك أن توجه المغرب الصادق نابع من إيمانه العميق بقدرة إفريقيا على رفع التحديات، فيما تحظى جهة الصحراء المغربية ومدينة الداخلة خصوصا بمكانة متميزة ضمن هذا التوجه للقيام بدور تاريخي كصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وبناءا عليه مافتئ المغرب يعمل من خلال النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية على تأهيلها وتمكينها من كل المقومات الأساسية من بنيات تحتية ومؤسسات منتخبة ومرافق اجتماعية وثقافية بغية الإرتقاء بها إلى أقطاب اقتصادية مندمجة. واختتم الملك كلمته الموجهة للمنتدى بالتعبير عن التقدير الكبير لجون بول كارتون رئيس مؤسسة كرانس مونتانا ولأعضاء المؤسسة على ثقتهم في المغرب، معربا عن تطلع المملكة لمواصلة إسهام المؤسسة عبر توصيات ومقترحات بناءة تعنى بمختلف المجالات والرهانات، بما يعزز التكامل والإندماج الإفريقي ويفتح أبواب التعاون بين دول القارة. من جانب آخر أشاد رئيس المنتدى جون بول كارتون خلال كلمته بالرسالة الملكية، مبرزا ان تنظيم المنتدى بمدينة الداخلة يحاكي المميزات التي يتمع بها المغرب على غرار الأمن والسلم، والتي حولته لوجهة استثمارية مغرية.