توجه عزيز أخنوش إلى شباب التجمع الوطني للأحرارفي فيديو مصور وقال لهم: أغراس أغراس. وبعد ذلك خاطبهم، لا تنظروا إلى اليمين، لا تنظروا إلى اليسار. إلى الأمام. إلى الأمام. تقدموا، تقدموا. قدما، قدما، إلى الأمام، ولا تلتفتوا إلى الخلف. كما لو أن عزيز أخنوش لا يخشى على شبيبته، ولا يهمه أن تقع في منتصف الطريق، وتتعثر، وتسقط قبل أن تصل. وكما لو أنه لا يخاف من حوادث السير. فقليل من الحذر قليل من الحذر يا عزيز أخنوش خاصة أنك تتوفر على شبيبة حزبية غير مدربة، ولا تجربة لها في العمل السياسي، وقد تطبق حرفيا مضمون خطابك، فلا تلتفت يمينا ولا شمالا، فتسقط وتقع على رأسها، وتصاب بكدمات وجروح. وكم تبدو مهمتك شاقة ومستحيلة، وأنت تشعل الحماس في مناضلي التجمع الوطني للأحرار، الذين لم يتعودوا يوما على النضال. ويريدونها دائما جاهزة. يأتون إلى الحزب من أجل أن يستفيدوا منه، لا من أجل يقدموا له أي شيء. يأتون إلى الحزب بنية مسبقة. يأتون كي يفوزوا دون أدنى جهد وهم على علم بما هو التجمع الوطني للأحرار. ولا أحد يعرف شابا انضم إلى هذا الحزب إلا لكي يأخذ منه، ويتقرب من أغنيائه، ويتقرب من السلطة. وبين الفينة والأخرى ينزل أحد بمظلة على حزب التجمع الوطني للأحرار. وتنزل بروفايلات وزراء، فيهبطون على الحزب من عل، فيصيرون وزراء في الحين. لكن عزيز أخنوش يتوجه هذه المرة يتوجه إلى الشبيبة. إلى قاعدة الحزب. إلى ملح الأحزاب وقوتها وما يجعلها أحزابا حقيقية. يتوجه إلى ما لم ينجح البام في التوفر عليه يتوجه إلى شيء غير موجود في التجمع الوطني للأحرار ويقول لهم: أغراس أغراس وقد يكون عزيز أخنوش صادقا، وقرر أن يبدأ من الصفر، وقرر أن يصنع حزبا حقيقيا، قويا. لكن من أين له بالشبيبة وكما في تجارب سابقة، سيأتي الأولاد، وستأتي البنات، وسيأتون من كل مكان، وعندما تحتاجهم لن تعثر لهم على أثر. سيتبددون كما تبددت قاعدة الأصالة والمعاصرة وسيختفون كما في التجارب السابقة أغراس أغراس لكن أينهم يا عزير أخنوش أين هؤلاء الذين تخاطبهم وقد تجمعهم وقد تبذل مجهودا وتجمعهم لكنهم سينفضون من حولك وسيهربون لأن لا أحد يأتي إلى التجمع الوطني للأحرار كي يناضل يأتون إليه ليصلوا بسرعة، وليستفيدوا بأقل مجهود ممكن ولكي لا يضيعوا وقتهم في النضال وما أقصر العمر يا عزيز أخنوش حتى يضيعوه في النضال وفي أغراس أغراس فلا تعول عليهم يا عزيز أخنوش لا تعول على شبيبة التجمع الوطني للأحرار إنها غير موجودة وحتى إن جمعتها فإنها ستتخلى عنك حين تحتاجها كأن شيئا لم يكن كأنك لم تقل لهم أي شيء ولم تقل لهم لا تنظروا جهة اليمين ولم تقل لهم لا تنظروا جهة الشمال.