إلى مثلث أضلاعه مكونة من كلمات «طحن مو» و«سلخ مو» و«شفر مو»، ألقي بالمغربي ليعيش فصولا من الحكرة على يد «خدام الدولة». فصول تابعنا أحد مشاهدها المؤلمة والمدمية للقلب في الحسيمة، حيث اختلط لحم ودم الشاب محسن فكري بالأزبال، لأنه فقط أراد أن يكسب قوت يومه من بيع السمك دون أن يمد يده إلى جيب أي أحد، كما هو شأن مجموعة من مسؤولينا. دم محسن ليس في عنق من ضغط على الزر ليطحن لحمه وعظامه في شاحنة الأزبال، بل في عنق من أنجز «لوغو» للبيضاء ب 300 مليون سنتيم، بينما شباب العاصمة الاقتصادية يعيش بلا كرامة ولا عمل، وفي كل مرة يذهب إلى العاصمة الإدارية الرباط يعود بجسد مليء بالكدمات ويحمل آثار علقة ساخنة وكلوها ليه عناصر القوات العمومية.
دم محسن في عنق مسؤولين استفادوا من بقع أرضية بمنطقة زعير بالرباط بسعر بخس لا يتجاوز 350 درهما للمتر مربع، وعندما انفجرت الفضيحة نصبت وزارة الداخلية نفسها محاميا شرسا لهم، وتصدت لمن يراهم البعض «أوباش» لا يجب أن يفتحوا أفواهم إلا عند طبيب الأسنان إذا استطاعوا إليه سبيلا.
دم محسن في عنق من أغدقوا المال والمناصب على أصحابهم وتركوا أبناء المواطن البسيط تائها بلا تعليم ولا صحة ولا كرامة يتحين الفرصة ل « تشرميل» كل من يمر أمامه باش يشرب قهوة ويكمي ويحس براسو بأنه بنادم قادر يصرف على راسو.
دم محسن في عنق من اغتنوا بادعاء أنهم يحبون هذا الوطن، بينما لا يهمهم منه سوى كرمومته التي تمكنهم وأبنائهم من الدراسة والتداوي في الخارج..
بكينا اليوم بحرقة على ما النهاية المأساوية لمحسن، لكن نصيحة يجب أن نوفر دموعنا للمستقبل لأننا قد نبكي أكثر من اليوم إذا ما استمرت الدولة في نهج هذه السياسة التفقيرية والتحقيرية، وإذا ما ستمر خدامها في نهب خيارات هذا البلد والبحث عن الاغتناء على حساب جيوب الفقراء، الذين باتوا يرون مغربهم بعيون سائق «التوك توك» (يونان في التلفزيون وبنت عمت الصومال في الواقع».