سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد محاولة اغتيال نبيلة منيب في سيارتها إلياس العمري يغامر بحياته ويركب سكوتر ! الحرب الانتخابية بين سيارة فولفو الأيقونة ودراجة إلياس النارية وخوذته الواقية من الخطر
لا أنصحك يا إلياس بركوب السكوتر. والزعيم السياسي الناجح هو الذي يستفيد من تجارب الآخرين، وكأنك لا تعرف ما جناه نفس السكوتر على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وهو أيضا كان يضع خوذة على رأسه. بنفس الطريقة. سبحان الخالق. ومنذ أن حدث له ما حدث ركنه في الكاراج، ولم يعد يركبه. أنا لا أشك في أخلاقك. لكن الفضائح كثيرة هذه الأيام، والحملة على أشدها، وأخاف على صورتك. ثم لماذا لم تركب القطار. القطار المغربي سريع، وهناك خط يذهب كل ساعة إلى المطار. خاصة وأنت في الدارالبيضاء يا إلياس. نحن البيضاويين نعتبر السكوتر مشبوها، وأتحدث عن الماضي، وربما مازال بعض البيضاويين لهم نفس الموقف منه. كنا كلما رأينا شخصا يركب السكوتر، نركض خلفه ونشتمه، ونعيره بالحاج طلال. ولا أعرف من هو الحاج طلال هذا. ربما رجل خليجي. ولأننا كنا نغار من أصحاب السكوترات، الذين يتوفرون على حظوظ أوفر في استمالة التلميذات أمام أبواب الثانويات، فقد كنا نتهمهم ظلما وعدوانا. ونلمح إلى من اشترى لهم هذه الدراجة. وقد يكون الوضع تغير الآن، لكن جيلا كاملا من البيضاويين، مازالت علاقته متوترة بوسيلة النقل هذه. ولن يصوت لحزب يركب زعيمه السكوتر. ثم من هو ذلك السائق. من يكون. إذ يفترض في الزعيم أن يكون هو القائد. ولو تعلق الأمر بسكوتر. كان عليك أن تكون في المقدمة. وقد تقبل منك قواعد البام أن يكون لك سائق سيارة، هذا عادي وطبيعي جدا، أما السكوتر فلا. لا يوجد زعيم سياسي محترم يلجأ إلى سائق سكوتر. إلا إذا كنت لا تجيد السياقة. وماذا لو هرب بك، وماذا لو سرقك لص في الدارالبيضاء. وأنت واقف في إشارة المرور، يخطفك لص. وهذا وارد جدا في الدارالبيضاء، خاصة إذا عرفوا من تكون، وتأكدوا أنك أنت إلياس العمري، وأنهم سيربحون من اختطافك. فماذا سنفعل حينها. ماذا لو باعوك في سوق الظلمة ماذا سيفعل حزب الأصالة والمعاصرة وأنت مختطف. في نظري هذا تهور منك والوقت وقت حملة والحزب محتاج إليك ولا أفهم كيف نشرت سهيلة الريكي صورك وأنت في السكوتر وهي سعيدة بهذا الإنجاز. ولو كنت مناضلا في الأصالة والمعاصرة لتملكني الرعب. وقبل أن يطمئنوا عليك، وقبل أن تركب الطائرة، هللوا لصورك وأنت في السكوتر، والخوذة تغطي رأسك. كأن الخوذة وحدها تكفي. إنها ليست كافية يا إلياس. ثم ألم تسمع ما حدث للرفيقة منيب. لم تحمها سيارتها، وكانوا على وشك اغتيالها. فما بالك بالسكوتر. وبعد ذلك اشترت نبيلة الفولفو. والفولفو قوية، ولا يمكن اختراقها. الفولفو هي الأفضل، وهي الأقوى، وهي الأسرع، وهي التي تحمي، وهي التي ستقود الأيقونة إلى الفوز. هذا في نظري تهور، وزعيم في مثل قامتك عليه أن يكون حذرا. ولا يغامر بالركوب في السكوتر، وفي الخلف. وإذا كانت نبيلة اشترت الفولفو وحزبها صغير فما على إلياس إلا أن يشتري له الحزب مدرعة أو على الأقل سيارة مصفحة وليس هذا بصعب على حزب الأصالة والمعاصرة أما أن يتركوك هكذا تغامر بحياتك وتضع الخوذة وتضحك للصحفيين فلا الزعامة ليست لعبا يا إلياس والمغاربة وكما يحرصون على سلامة نبيلة منيب فهم يخشون أن يقع لك مكروه ثم ما هي الإشارة التي تريد أن تبعثها بالسكوتر كأنك تتحدى العدالة والتنمية بذلك وتظن أنهم غير قادرين على القيام بما قمت به وكأنك تستفزهم وتدفعهم إلى الرد عليك ليركبوا الجياد والنوق كأنك تتحدى بنكيران ليركب هو الآخر دراجة نارية ثم ألا ترى أن في ذلك إهانة للتراكتور وإذا كان لا ينفع في أخذك إلى المطار وإذا كنتم اتخذتموه رمزا ليركن في الحقول وفي البوادي فلماذا فضلتموه على كل وسائل النقل في البداية وقبل يوم من الانطلاق الرسمي للحملة هذه في نظري إهانة للرموز ومغامرة وما أتمناه هو أن تكون وصلت سالما إلى طنجة فحياة زعماء الأحزاب صارت مهددة هذه الأيام وما تعرضت له الرفيقة نبيلة منيب يجعلني ضد فكرة السكوتر وضد السيارات إلا إذا كانت من نوع فولفو وفولفو هي الأفضل السيارة الواقية من الاغتيالات السيارة اليسارية الأولى في العالم بعد المرحومة لادا. لكنك مستهتر يا إلياس ولا تخشى على حياتك وكان عليك أن تركب غواصة لتنقلك إلى طنجة.