نساء فيمين قدموا خدمة جليلة الى طارق رمضان الاخصائي في التسويق الديني. سمعت في مرات سابقة طارق رمضان يتحدث ويقدم أفكاره تجاه الدين والحداثة والليبرالية والحركات الاسلامية والعنف والمرأة وكنت أجد حديثه أكثر إفادة لما يحضر معه فيلسوف أو باحث يفكر من حقل معرفي مخالف. مرة في برنامج وجد نفسه يلقي خطابا شفويا طويلا عريضا كعادة المصريين في الكلام لكنه لم يكن مقنعا لمن يزن الاشياء بميزان العقل والمنطق والوقائع كما تجري في الارض..لم يكن مقنعا لمن ينظر للحياة من وجهات نظر أخرى غير مرجعية الاديان. طارق رمضان أخصائي كلام وخطب لكنه ليس أبدا المفكر الفيلسوف الذي يزعزع عقيدتك و يهز وجدانك ويخاطب عقلك وانسانيتك وهشاشة وجودك.. المفكر الذي ينطلق من الدين مرجعا يبقى في نهاية المطاف مكبلا باللعب في مساحات محدودة.. أما الخيال فلا تتحدث عنه لأنه أصلا حرام.. نساء فيمين العاريات بنهود ضامرة هجمن في حركة ميؤوس منها على الخطيب المجاهد ..ولا يمكن طبعا أن تواجه فكرا وخطابا وايديولوجية بجعجعة نهود عارية مهترئة مثل كرموس هدها الريح وشمس الخريف.. طارق رمضان ظاهرة ميديا مثل نجوم الكرة والموسيقى..في السابق قبل الثورة التكنولوجية كان الناس يقرؤون للكتاب لكنهم لا يعرفوهم في شكلهم و ملامحهم.. كان الكتاب مثل أشباح لا يضعون صورهم سوى نادرا و كان مكانهم هو المكتبات مثل فئران ورق.. اليوم أصبح مكان الكتاب بلاتوهات التلفزيون والتحدث في كل شيء مثلما يفعل برنار هنري ليفي . اليوم تغيرت الآية وانقلبت الأمور واصبح التلفزيون والأنترنيت صناع الاحداث يوجهون ويرسمون السياسات ويصنعون ما يسمى الراي العام وهي في الغالب ميولات الدهماء التي يتم التحكم فيها بالتيليكوموند. صار لابد للكاتب والفيلسوف أن يمر عبر هذه البوابة للوصول الى الجمهور. وهكذا بدأنا نسمع لأسماء نالت الشهرة ليس بقيمة أفكارها بقدر ما كانت شهرة الصورة وعين الكاميرا. واحد من هؤلاء النجوم برنار هنري ليفي. ثاني هذه الوجوه التي تنافس براد بيت و ديكابريو على الشهرة هو طارق رمضان.. مرة جاء الى طنجة ليلقي محاضرة في مدرج كلية فتحركت الحشود كأنها في يوم البعث تتدافع لحضور الندوة العلمية التي سيعلمهم فيها حقيقة الكون و والوجود والموت.. الندوات حينما ينشطها شخص مشهور مثل مادونا لابد ان يثير زوبعة و يهرول اليها كبار المثقفين كما صغار عمال البلدية .. فيمين حركة كان سيكون لها الاثر الكبير لو انتجت خطابا متماسكا مقنعا نقديا غير خطاب النهود الذابلة.. طارق رمضان ليس رب الكعبة . طارق رمضان ليس حامل قبس شعلة المعرفة عند البشرية. طارق رمضان باحث يفكر مثلما يفكر الملايين من الناس في هذا العالم و مواجهته تبدا من الفكر والتحليل وتركيب الخلاصات وليس من جدلية نهود متعبة لا تصلح لا للرضاعة ولا لشيء آخر. سيمون فيل لم تواجه النازية بالصدر العاري.. فاطمة المرنيسي ونوال السعداوي وغيرهن من نساء حملن مشعل حرية الفكر ضد الاساطير في العالم لم ينطلقن في معاركهن من شعار" ما تقيش بزيزلتي".. لقد تسلحن بالأفكار والقناعات التي تضرب مثل مدفعية ثقيلة قبل اي شيء آخر.. رمضان مثل محامي يتحدث كثيرا وطويلا عن قضية خاسرة أصلا..لأن ما بني على اساطير سيبقى أساطير ولو جاء خبير التجميل والتسويق ليقنعنا أن الاخوان المسلمين في مصر كانوا ملائكة الدنيا.. البزيزيلة الصغيورة لم تعد تثير "البوز".. المرة القادمة السراويل هي الحل.. بينوا للشعب الممتلكات والخلفيات الأخرى لعل وعسى يسكت طارق رمضان.