يعتبر سرطان الرّحم من الأمراض السرطانية والأورام التي لا يرافقها أي شعور بالألم وقلما تظهر فيها الأعراض سوى في المراحل المتقدمة. لذا تتم السيطرة على المرض عادة بإجراء عمليات جراحية بغية القضاء على الأورام عبر نزعها من رحم المرأة، أو استئصال الرّحم بأكمله في حال عدم التماثل للشّفاء. ويكمن السّبب الرئيسي لمعظم الإصابات بسرطان الرّحم في الإفراز المفرط لهرمون الإستروجين مقارنة بمستوى هرمون البروجستيرون في جسم الأنثى. يقود الخلل الهرموني المذكور إلى زيادة سماكة بطانة الرّحم، أمر يتطور لاحقا إلى ورم سرطاني نتيجة نمو وتكاثر الخلايا على نحو غير طبيعي. إلا أن باحثي معهد هارفارد الطبي وجدوا مؤخرا أن التناول المنتظم للقهوة كفيل بوقاية المرأة من الإصابة بسرطان الرحم. ووفقا لنتائج دراسة هؤلاء، فإن النساء اللاتي تناولن القهوة بشكل دوري أظهرن مستويات إصابة بسرطان الرحم أقل ب22 % من مستويات الإصابة لدى أولات ممن لم يكنَ يتناولنها. وهنا ربما كانت القهوة إحدى أكثر المركبات التي تبعث على اهتمام العلماء على مر الأزمنة. إذ تشير عديد الدراسات إلى فوائدها الصحية المتنوعة، فبدءا بخفض مخاطر الإصابة بالسكري المكتسب (النمط الثاني) ووصولا إلى الوقاية من تطور مرضي الزهايمر وباركنسون وغيرهما. على ذلك، ووفقا للخبراء، فإن مادة الكافئين الفعالة جنبا إلى جنب مع طائفة من المواد المضادة للتأكسد بمجملها صاحبة الفضل في تأثيرات القهوة الإيجابية المذكورة. وبحسب الخبراء أيضا، فإن الكافئين وراء انخفاض مستويات الاستروجين المؤثرة في ظهور سرطان الرحم، علما أن تعديل مستويات الإستروجين والبرجسترون بشكل دوائي يتصدر طرائق علاج المرض الهرمونية. وهنا لفت العلماء إلى خاصية أخرى للقهوة لا تقل أهمية عن سابقتها بخفض الاستروجين، ألا وهي فعلها الإيجابي على زيادة الوزن لدى الإناث، سيما وأن السمنة من العوامل المحفزة لظهور المرض. يذكر أن الإستروجين يفرز عبر أنسجة الجسم الدهنيّة إلى جانب إفرازه في المبيضين. من هنا فكلما كثرت الأنسجة الدهنيّة في الجسم، كلما كان مستوى إفراز هرمون الإستروجين أكبر.