طرد فاروق شهير خلق نقاشا حادا وأجواء من القلق داخل الاتحاد المغربي للشغل. هاد النقاش ماشي حبا ففاروق، لأن رحيله غير مأسوف عليه في نظر غالبية مناضلي الاتحاد المغربي للشغل، بل لكون أن الطريقة التي اعتمدها الميلودي موخاريق في إبعاد "صديق عمره"، كانت "بشعة"، على حد وصف مصادر "كود". الطريقة لم تكن "بشعة"، في تصور المصادر، فقط من الناحية الأخلاقية، بل حتى من الناحية القانونية. فإعطاء قيادة الاتحاد المغربي للشغل تعليماتها بعقد اجتماع عاجل للمجلس الوطني للاتحاد النقابي للأبناء، والذي تقرر موعده بعد غد السبت، قصد اتخاذ قرار طرد رئيسه والرجل الثاني في المركزية النقابية "غير قانوني"، في نظر المصادر ذاتها.
فالقانون الأساسي للنقابة يعطي صلاحية اتخاذ هذا القرار للجنة الإدارية التي كانت وراء وضع شهير في الأمانة العامة. وبعدم اتباعه هذه المسطرة يكون ميلودي موخاريق، تضيف المصادر نفسها، خرق القانون وأظهر الاتحاد المغربي للشغل في صورة النقابة التي تسير شؤونها ب "قرارات فوقية".
وما زاد تعزيز هذه الصورة في عيون مناضلي النقابة والمراقبين هو "الخرجة الإعلامية" الأخيرة للزعيم موخاريق في برنامج" حديث مع الصحافة"، الذي بث على القناة الثانية "دوزيم"، والتي أكد فيها أن "أمين عبد الحميد سيعود معززا مكرما إلى الاتحاد المغربي للشغل وألا أحد يمكنه طرده منه".
هذا الإعلان نزل كالماء البارد على مناضلي الاتحاد المغربي للشغل، الذين تفاجأوا بهذه "العودة غير المنتظرة"، والتي لم تناقش نهائيا داخل اللجنة الإدارية، علما أنها من قررت طرد عبد الحميد ومن معه من النهج الديمقراطي من النقابة الأولى في المغرب.
زلزال طرد فاروق شهير بهذه الطريقة ستتبع هزات إرتدادية قد تزيد من محن الاتحاد المغربي للشغل، الذي فشل، تحت مضلة التنسيق الرباعي، في انتزاع أي مكسب من جلسات الحوار الاجتماعي، الذي يتوقع أن تدخل مجددا إلى غرفة الانتظار، بعد رفض الحكومة مناقشة الزيادة في الأجور، والذي اعتبرته خطا أحمر.