أكد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، اليوم السبت أن قطاع الدواجن استطاع تحقيق الاكتفاء الذاتي للمغاربة من استهلاك اللحوم البيضاء والبيض، ونجح في تجاوز الأزمة التي عرفها القطاع مؤخرا بسبب فيروس الطيور القليل الضراوة من نوع "أش 9 أن 2". وأوضح أخنوش، في كلمة في اللقاء التواصلي الذي نظمته الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، بالمركز التقني البيمهني لتنمية سلاسل الإنتاج بعين الجمعة بالجماعة القروية أولاد عزوز (إقليم النواصر)، أن السرعة التي تمت بها مواجهة الفيروس من خلال توفير اللقاحات جعلت القطاع يحاصر الفيروس ويسترجع عافيته بسرعة. وبعد أن اعتبر أن الوضع الحالي للقطاع مستقر ولا يدعو للقلق، توقف الوزير عند أهمية هذا القطاع الذي يبلغ حجم الاستثمارات به 10 ملايير درهم وتجاوز رقم معاملاته 30 مليار درهم، مضيفا أن قطاع الدواجن ينتج أزيد من 520 ألف طن من اللحوم البيضاء. واعتبر أن هذا القطاع المهيكل والمنظم عرف قفزة نوعية سنة 2015 جعلته يدخل مراحل جديدة تتجه نحو تعزيز مكانته القوية في النسيج الاقتصادي، واقتحام الأسواق الخارجية، مشيرا إلى أن المغرب نجح منذ ثلاث سنوات في تحقيق الاكتفاء الذاتي من استهلاك البيض. كما أن جودة اللحوم البيضاء وتوفرها بثمن مناسب ساهمت في ارتفاع الاستهلاك الفردي السنوي للمواطن المغربي، حيث انتقلت في ظرف السنة الماضية من 16 كلغ إلى 18 كلغ. بدوره أشاد الحسين الوردي وزير الصحة، في كلمة مماثلة، بالتطور الذي عرفه قطاع الدواجن، رغم التراجع الذي عرفه مؤخرا بسبب الشائعات التي رافقت ظهور هذا الفيروس بالمغرب، داعيا إلى دعم هذا القطاع الحيوي ليواصل تطوره ومساهمته الفعالة في التنمية الاقتصادية للبلاد. وأوضح الوردي أن تناول الدجاج والبيض لا يؤثر على صحة المواطن، لأن هذا الفيروس الذي نجح المغرب في محاصرته لا ينتقل إلى الإنسان، بل يعدي الدجاج فقط، داعيا المستهلك المغربي إلى استرجاع ثقته في الإنتاج الوطني من اللحوم البيضاء والبيض. من جانبه، أوضح يوسف العلوي رئيس الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب أن الفيروس الذي أصاب الدواجن في بداية السنة الجارية أدى إلى أزمة خانقة للقطاع، بسبب تراجع الاستهلاك، وذلك على الرغم من أن هذا الفيروس لا ينتقل إلى الإنسان. واعتبر العلوي أن زيارة وزيري الفلاحة والصيد البحري والصحة تشكل دعما قويا للقطاع وإشارة قوية على الصحة الجيدة للدواجن، معتبرا أن التحرك السريع لمختلف مصالح وزارة الفلاحة بمجرد ظهور الفيروس بترخيص اللقاحات وتقديم الدعم المالي، ساهم في محاصرة الفيروس بشكل سريع. ودعا العلوي إلى القيام بمجموعة من الإجراءات من أجل توفير كافة شروط السلامة الصحية لقطاع الدواجن، من قبيل عدم نقل الدجاج في صناديق خشبية التي تساهم في انتقال المرض، و تطبيق الدورية المشتركة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والداخلية التي تلزم المطاعم بشراء اللحوم من مجازر مرخصة. من جانب آخر، أكد العلوي أن القطاع سيكون مستعدا في شهر رمضان المقبل لتلبية احتياجات المواطنين من استهلاك اللحوم البيضاء والبيض. من جهتهم، أشاد رؤساء الجمعيات المهنية للحوم البيضاء والبيض، بالدعم الذي ما فتئت تقدمه وزارة الفلاحة للقطاع لكي يتجاوز الخسارات الكبرى التي تكبدها بفعل انتشار الفيروس المذكور. ودعوا في هذا الصدد إلى نهج سياسة استباقية لمواجهة الأزمات المستقبلية المحتملة للقطاع، والاستعداد لمختلف الأمراض الجديدة التي يمكن أن تصيب الدواجن. وتميز هذا اللقاء بقيام الوزيرين رفقة عمال عمالات النواصر والمحمدية وسطات، بالإضافة إلى مجموعة من الوجوه الفنية والرياضية الوطنية التي زارت المركز، لتظهر دعهما لهذا القطاع الحيوي، بجولة لبيوت تربية الدواجن ومختلف مرافق المركز، فضلا عن تذق عدة أطباق معدة بالدجاج والبيض. يذكر أن الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، التي تعد منظمة مهنية مهيكلة في خدمة قطاع الدواجن ومهنيي القطاع والمستهلك، تأسست سنة 1995 وتضم خمس جمعيات تمثل كل منها فرعا في قطاع الدواجن، وهي جمعية مصنعي الأعلاف المركبة و الجمعية الوطنية لمنتجي الكتاكيت بالمغرب والجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، وأخيرا الجمعية الوطنية للمجازر الصناعية للدواجن. من جهته، يشكل المركز التقني البيمهني لتنمية سلاسل الإنتاج المنجز، بناء على عقود – برامج مبرمة بين الحكومة والفدراليات البيمهنية لسلاسل الإنتاج الحيواني "الحليب، واللحوم الحمراء، وقطاع إنتاج الدواجن"، فضاء للتكوين وإجراء التجارب والتواصل، ومشتلا لتطوير المنهجيات ذات الصلة بالسلاسل الحيوانية، وأداة لمواكبة حاملي المشاريع إضافة إلى النهوض بالتعاون جنوب- جنوب. ويشتمل المركز، الذي يندرج في إطار المخطط الأخضر والمشيد على مساحة إجمالية قدرها 66 ألف و200 متر مربع، على ثلاثة أقطاب مخصصة، على التوالي، للفدرالية البيمهنية المغربية للحليب، والفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، والفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، إلى جانب مركز تقني للتكوين الفلاحي يتضمن قاعة للندوات، وقاعات للتكوين، ومكتبة، ومطعما، ومرقدا يتسع ل 42 سريرا.