يكثر الإقبال على متابعة التلفزيون خلال شهر رمضان في المغرب، خاصة خلال توقيت الذروة في المشاهدة عقب رفع آذان المغرب وانطلاق عملية الإفطار، وفي رمضان هذا العام عادت للواجهة نفس الإشكاليات المطروحة بخصوص الأعمال الرمضانية التي يقدمها التلفزيون سواء مسلسلات درامية أو سلسلات فكاهية أو كاميرا خفية. المثير للانتباه هذا العام هي وصلات إشهارية يتم بثها بالتتابع بإفراط قد يتجاوز الزمن القانوني المعمول به وفق النظم العالمية، ليتحول المشاهد المغربي من تتبع مسلسلاته المفضلة إلى استهلاك خطابات ترويجية لسلع غذائية أساسا أو شققا للبناء أو حفاظات للأطفال أو قطارات تنتقل سرعة وتمنح الراحة ومحال تجارية جديدة وووووو. فصحيح أن رمضان شهر الاستهلاك إلا أن التلفزيون من المفروض أنه مهني بشكل دائم ولو في التعاطي مع أحد مصادره المالية ألا وهي المواد الإشهارية.
هذا العام تقدم القناتان الأولى والثانية برمجة غنية بالأعمال التلفزيونية الجديدة الموجهة للمشاهدين مع شهر الصيام، والتي سبقتها حملة ترويجية شهرا على الأقل قبيل حلول الشهر الفضيل، النجوم عادت من جيد لتعلب أدوارا جديدة أمام كاميرات المخرجين، والبحث عن ضحكات المشاهد المغربي مغامرة جديدة تنطلق طيلة 30 يوما في حالة استكمال رمضان أيامه وفق التقويم الهجري.
ولحد الساعة وبالرغم من مقالات نشرتها صحف ومواقع إنترنت عن دراما رمضان إلا أن التلفزيون يتمسك بحق التحفظ كاملا صائما عن أي تعليق حول ما يبثه من أعمال ومت تثيره من جدل حول الجدوى من برمجة أعمال مصنفة ضمن خانة فكاهة رمضان لتكون العنوان البارز للشهر الفضيل تلفزيونيا، وعدد من الفنانين المشاركين دافعوا عن هذه الأعمال لأنها موجهو للجمهور المغربي الواسع وليس للنقاد أو الصحافيين.
وأرقام "ماروك ميتري"، الشركة المتخصصة في تتبع نسب المشاهدة، تبشر بأن كلى شيء بخير على التلفزيون المغربي وان المغاربة يتابعون ما يقدمه المغربي، ليعود السؤال ألا يتابع الجمهور المغربي القنوات العربية وفي حالة نعم ما هي هذه الأعمال وعلى أية قنوات يتم بثها ومن ثم أين يمكن ترتيب القنوات المغربية إذا دخلت في منافسة حساب المشاهدة مع القنوات العربية؟ وتقبل الله صيامكم.