فيما يبدو أنه موقف رسمي لحزب العدالة والتنمية على انتخاب الياس العماري أمينا عاما لحزب الاصالة والمعاصرة، قال سليمان العمراني نائب الأمين العام للحزب إن غياب التنافس الديمقراطي على منصب الأمين العام للأصالة والمعاصرة ومنصب رئيس مجلسه الوطني خلاله مؤتمر الثالث، والتصويت عليهما بالإجماع لكافيين لفهم طبيعة النموذج الديمقراطي الذي يغرف منه هذا الحزب وهل نموذجه أقرب إلى نموذج حزبي بنعلي ومبارك أم إلى نموذج الأحزاب الحقيقية هنا وخارج أرض الوطن. واضاف العمراني في كلمة نشرها الموقع الاليكتروني للعدالة والتنمية في ركن كلمة الموقع التي تحمل عادة المواقف الرسمية للحزب، أن البام قدم الدليل على إرادة النافذين فيه للتمكين لتيار واحد وتحجيم مواقع الآخرين خصوصا من اغْتَرُّوا بسراب النشأة. واشار نائب بنكيران إلى أن الياس العماري خلق من الأعطاب في الحياة السياسية والإعلامية ما لم تتعاف منه إلى اليوم، ولم يخرجه من جحره إلى العلن غير حراك 20 فبراير ثم مواجهة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ومختلف قياداته له كل هذه السنوات، معتبرا أن المعركة السياسية باتت سهلة وأكثر وضوحا لمواجهة النموذج التحكمي الذي كان يجسده النافذون في هذا الحزب. وأكد العمراني أن الأصالة والمعاصرة شكل وما يزال تهديدا حقيقيا للديمقراطية وللمؤسسات ولاختيارات المغاربة التي أجمعوا عليها منذ قرون، ويقدم عرضا سياسيا يشكل فيه التحكم روحه وسبب وجوده، معتبرا أن أحزاب سياسية وصفها بالعريقة في اشارة إلى حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، عانت وما تزال إلى اليوم من تدخله في شؤونها الداخلية وأدت الثمن من شعبيتها ومن مواقعها المؤسساتية ومن وحدتها الداخلية. وذكّر نائب الامين العام لحزب العدالة والتنمية في مقاله المعنون ب "حزب التحكم أزمة نموذج"، بأن البام تلقى خلال انتخابات 4 شتنبر ضربة موجعة، أطاحت بحلمه في الهيمنة "ولولا تترسه بالأعيان في انتخابات البوادي ولولا نمط الاقتراع المختل الذي كان لصالحه لكان في الدرك الأسفل انتخابيا"، على حد تعبير المسؤول الحزبي والذي أضاف أنه آن الأوان لكي يفهم الجميع أن كل المراهانات السابقة للضبط والتحكم في الحياة السياسية لم ولن تجدي نفعا، موضحا أن من وصفهم بالمستثمرين في الاصالة والمعاصرة ولفائدته في بقاء نهجه التحكمي بعد انهيار النموذج الذي كان يشبهه في تونس ومصر، إنما يستثمرون في تهديد الوطن وتهديد استقراره والتشويش على النموذج السياسي والديمقراطي الذي يمثله اليوم، ويستثمرون أيضا في استدعاء عودة الربيع العربي. وقال العمراني أن السبيل أمام البام لكي يصبح حزبا حقيقيا محترما نافعا للوطن ومُعَزِّزًا للمشهد الحزبي هو أن يتخلى من نعتهم بالنافذين فيه عن نهج التحكم.