أطلق سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، النار على الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، في افتتاحية نشرها الموقع الإلكتروني لحزب المصباح غداة اختيار العماري لقيادة حزب "الجرار". وقال العمراني إن المعركة السياسية اليوم تبدو " سهلة وأكثر وضوحا لمواجهة النموذج التحكمي الذي كان يجسده النافذون في هذا الحزب واليوم يتجسد رسميا في قيادته الجديدة"، وذلك بعد أن" اختار حزب التحكم اختياره في مؤتمره الوطني، وآلت قيادته لشخص مارس متخفيا خلف خشبة المسرح وأمكنه ذلك الموقع أن يخلق من الأعطاب في الحياة السياسية والإعلامية ما لم تتعاف منه إلى اليوم، ولم يخرجه من جحره إلى العلن غير حراك 20 فبراير ثم مواجهة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ومختلف قياداته له كل هذه السنوات". وبلهجة قوية قال العمراني إنه " ينبغي أن نتذكر وألا ننسى أن هذا الحزب شكل وما يزال تهديدا حقيقيا للديمقراطية وللمؤسسات ولاختيارات المغاربة التي أجمعوا عليها منذ قرون، ويقدم عرضا سياسيا يشكل فيه التحكم روحه وسبب وجوده. إنه التحكم في الحياة الداخلية للأحزاب السياسية وتهديد استقلالية قراراتها، إنه منهج بناء النفوذ داخل الإدارة المغربية ومنظومة السلطة العمومية، إنه منهج الاستقواء بمن يشبهونه خارج أرض الوطن، إنه منطق الميكيافيلية في صنع الخرائط الانتخابية". وذكر العمراني في افتتاحيته بما " عانت أحزاب سياسية عريقة وما تزال إلى اليوم من تدخله في شؤونها الداخلية وأدت الثمن من شعبيتها ومن مواقعها المؤسساتية ومن وحدتها الداخلية، وإن كان من لوم فلهذه الأحزاب دون سواها لأنها خلقت القابلية الذاتية في نفسها لتكون على الحال التي عليها اليوم والتي لا ترضي يقينا الديمقراطيين الشرفاء في هذا البلد، يجب أن تقع اليوم المفاصلة التامة مع النهج التحكمي الذي يحمل مشروعه الحزب المعلوم لا مجرد التململ والتذبذب واتخاذ أنصاف الخطوات والارتهان لمنطق الحسابات الصغيرة وسراب المواقع التي قد تأتي وقد لا تأتي، حتى إذا أتت فإنها سرعان ما تتبخر". يشار إلى أن مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة، الذي انعقد يومي السبت والأحد 23 و24 يناير الجاري قد اختار إلياس العماري أمينا عاما، وهو ما اعتبرته العديد من قيادات حزب العدالة والتنمية اختيارا صريحا للمواجهة مع الإسلاميين.