تحولت قصة الفيلم الشهير "جون كيو" إلى حقيقة في المغرب. فمستشفى السقاط بالدار البيضاء عاش، مساء أمس الأربعاء، فصول حكاية مشابهة، حسب ما أكدته مصادر ل "كود"، لسيناريو هذا الفيلم، الذي يروي قصة عامل أغلق أبواب منطقة الطوارئ بمستشفى واحتز العاملين لإنقاذ إبنه الذي كان في حاجة إلى عملية جراحية مستعجلة لقلبه الضعيف. وبدأت هذه القصة تترجم على أرض الواقع في الساعة العاشرة، عندما وجد أب نفسه مضطرا إلى تجسيد دور بطل الفيلم الممثل الأمريكي الشهير دنزل واشنطن لإنقاذ حياة إبنه الذي تعرض لوعكة صحية مفاجئة.
المعني بالأمر، الذي يقطن بالجيب الصفيحي "القاضي ابن إدريس"، دخل في حالة هيستيرية بسبب الطريقة التي جرى بها التعامل مع حالة ابنه الذي كان يصارع الموت، ليقوم بعدها بإشهار سلاح أبيض واحتجاز العاملين بمستشفى "السقاط"، مطالبا إياهم ببذل كل ما في وسعهم لإنقاذ إبنه.
غير أن نهاية القصة المغربية لم تكن مشابهة لتلك التي اختيرت لفيلم "جون كيو". فبعد التحاق أفراد أسرة الأب به بالمستشفى، الذي غادره المرضى، جرى ربط الاتصال بعناصر الأمن التي اضطرت، بعد مفاوضات عسيرة، إلى إطلاق رصاصتين على ساق الأب للسيطرة عليه، و"تحرير المحتجزين".
وفيما وضع الأب تحت الحراسة الطبية في انتظار البحث معه حول الأفعال الإجرامية المنسوبة اليه، وأوقف اثنين من أشقائه اللذين كانا برفقته، أطلقت عملية واسعة لتوقيف المشتبه فيه الرابع المتورط في هذه القضية، وفلق ما ورد في بلاغ لولاية أمن البيضاء.
وكانت الرواية الأمنية قدمت الأب على أنه شخص من ذوي السوابق القضائية العديدة في مجال العنف والسرقة والاتجار في المخدرات، وأنه أحدث ضوضاء عارمة بمستعجلات مستشفى السقاط، بمعية أشخاص آخرين كانوا تحت تأثير الكحول، ما تسبب في إلحاق خسائر مادية بعين المكان، لتتدخل عناصر الشرطة التي حاولت توقيف المشتبه فيهم، لكنهم أبدوا مقاومة عنيفة بواسطة أسلحة بيضاء، ما اضطر موظف أمن، برتبة مفتش شرطة، إلى استخدام سلاحه الوظيفي.