حتى لو أردت أن أفعل مثلما فعل المخرج شفيق السحيمي فلن أقدر على ذلك، فكيف لي أن أغضب وأحتج وأقرر أن أجمع حقائبي وأنا لا أملك فيزا. فيديو شفيق السحيمي جد مؤثر من فنان أحترمه كثيرا، وأحترم فرادته، لكني أستغرب كيف قرر ما قرر، دون التفكير في الحصول على تأشيرة. فماذا لو رفضوا منحه الفيزا؟
ماذا لو ذهب عند القنصلية الفرنسية وقالوا له لا.
ماذا لو وقف في طابور إسبانيا ورفصوا؟
هل سيضطر حينها إلى البقاء معنا.
كيف سيكون وضعه الاعتباري والسلطة تراه يتجول بيننا في المغرب، وهو الذي أعلن أمام الملأ أنه سيغادر، بعد أن تعب من سلطة هذا البلد، ومدونة هذا البلد الرقمية التي لم تصبح رسمية بعد.
من ناحيتي، وحين سأقرر اتخاذ موقف مشابه لموقف شفيق السحيمي، فأول شيء سأقوم به هو الحصول على تأشيرة شينغن، أو فيزا لعشر سنوات في أمريكا، قبل أن أخبر الناس أن الكيل طفح وأني لم أعد أحتمل العيش في المغرب.
فلو افترضنا أن كل دول العالم رفضت دخولي إلى ترابها، فإن منظري سيبدو مضحكا في هذه الحالة أمامكم.
ولا أخفيكم أنا أيضا أحب أحيانا أن أغضب.
وأنا أيضا لا تعجبني أشياء كثيرة في المغرب.
وأنا أيضا لا يرضيني أن أكتب كل يوم في هذا الموقع كحمار
وأنا أيضا أشعر بالغبن
وانا أيضا تتعامل معي السلطة في بعض الأحيان باحتقار
وأخاف من مرور المدونة الرقمية
لكني واقعي، وأول شيء أفكر فيه هو الفيزا
لأن مغادرة المغرب ليست سهلة كما تتخيلون، وحتى لو غادرت، فإنه يصعب علي العثور على عمل في البلاد التي سأغادر إليها.
وهناك برد وثلج في تلك البلاد
وهناك ثمن الطائرة
والملابس التي علي أن أشتريها
وحتى لو تفضلوا مشكورين ومنحوني الفيزا، فمعروف أن مدة الإقامة محدودة، وعلي عاجلا أو آجلا، أن أجددها، وأعود إلى المغرب، بعد أن تركته، وقد تتشفى في السلطة، وتدمدم وتهمس هاهو قد عاد صاغرا، وهو الذي قرر أن يغادر بغير رجعة.
هناك مشكل آخر أعاني منه بالنسبة إلى قرار مغادرة المغرب، وهو أن الذين يغادرون يجمعون حقائبهم، وأنا لا أملك إلا حقيبة واحدة، لم تعد صالحة للاستعمال، ولا للإصلاح والترقيع، وأنا غير مستعد لشراء حقائب جديدة ومكلفة بسبب مدونة رقمية مازالت مجرد مشروع.
وهناك إمكانية لمعارضتها مع أصحاب العصيان الإلكتروني
والأخطر من عائق الفيزا هو أني لا أملك ممثلين أعتذر لهم
لذلك لا يمكنني أن أغادر المغرب
سأبقى هنا
بُّت نبت
كشوكة في حلق المغرب
وكميكروب ينمو بحرية في أمعاء البلد
إلى أن تعتذروا لي جميعا
على عيشكم بالقرب مني ومنافستي في هذه الرقعة الضيقة من العالم الكبير.