خلال لقاء جمع "كود" بعدد من ابناء سكان العيون الاصليين الذين كانوا يقيمون فيها زمن الحماية الاسبانية دار الحديث حول المسيرة وزيارة محمد السادس. صديقي الصحراوي يستغرب من شعارات واغاني يتم ترديدها حاليا. تلك الشعارات تعتبر مستفزة جدا للساكنة الاصلية. صديقي الذكي سألني "شوف اسي…. واش المغرب باغي الصحرا بترابها"٬ ثم اضاف "باين لي لمغاربة باغيين الصحرا بلا ناسها". قبل ان اسأل استطرد "البارح كنت فشارع السمارة سمحت ناس داخليين هازين صور ورايات المغرب ويرددو "شوف شوف يا العدو الملك عندو شعبو". صديقي الصحراوي شرح اكثر "شكون لعدو وشكون الشعب. على هاد القبال هاد لمغاربة معتقدين ان الاهم هو الارض ماشي الشعب". ذكره بمقولة للحسن الثاني لما التقى قادة البوليساريو وقال لهم انه استرجع الارض وانه في حاجة الى مساعدتهم كي يكسب قلوب الصحراويين. طبعا الثقة وكسب قلوب الصحراويين يحتاج الى تغيير شامل في سياسة الدولة بالمنطقة. الامر يمر بالاساس باعتماد دولة الحق والقانون والمؤسسات وحقوق الانسان. ارتداء الدراعية والملحفات وتسويق صور غير واقعية لن يفيد المغرب في شيء. سكان العيون يريدون ان يشعرو بالامان وبانهم بكل اطيافهم وتوجهاتهم الانفصالي والوحدوي ان هذه الارض المسماة المغرب قادرة على ضمان حقوقهم وحرياتهم. صديقي ابن مدينة العيون ختم اسئلته التي تحمل في طيها اشياء كثيرة "واش المغرب بصاح باغي الصحرا ولا غير كيناور" في اشارة الى البون الساشع بين الخطاب والممارسة. خطاب يردد دائما ان الصحراء مغربية وممارسة تفضل اعيان على اعيان وقبائل على قبائل ولا تكرس المساواة في الحقوق. صديقي اضاف ان اولى الخطوات لتكريس سياسة جديدة تبدأ باخراج فكرة ان الصحراء ارض بدون ناسها من رؤوس ملايين المغاربة. هذه مسألة ثقافة وتربية ورغبة صادقة من الدولة في التعامل مع هذا الموضوع