خلال مشاركته في برنامج "مباشرة معكم" في القناة الثانية، أول أمس، إلى جانب المفكر عبد الله العروي، بدا نور الدين عيوش، الناشط الجمعوي ورئيس مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى وصاحب الدعوة إلى التدريس بالدّارجة، غيرَ مقنع وهو يدافع بكل ما أوتي من قوة عن "مشروع تربوي" لا يعرف عنه أي شيء سوى قوله "إن الدارجة زْوينة". عيوش وهو في طريقه إلى مقر القناة الثانية لم ينس أن يتأبط العديد من التقارير الداعمة لأطروحته حتى إنه نسي بعضها في سيارته، بل إنه اصطحب أيضا فريقا من "الخبراء الذين جاؤوا إلى البلاطو للبحث عن عمل"، بتعبير العروي. كل هذا يدخل في خانة العادي، لكنّ غير العادي هو أن يسمح عيوش لنفسه بالقول "إن الملك صديقي ولا دخل للقصر أو الهمة في هذه المبادرة التي أقودها". وهذا كلام سيكون له ما بعده. لماذا؟ لأنّ إقحام عيوش للملك في هذا "الجدل اللغوي" في قناة عمومية تمول من المال العام وأمام المشاهدين هو "ازعامة" ليس إلا، لأنّ الملك هو ملك جميع المغاربة واحترامه واجب وهو فوق الحساسيات باعتباره رئيس الدولة. ثم هناك أمر آخر، فكثير من المغاربة سيعتقدون أن السيد عيوش، وبما أنه صرّح علانية بأنه صديق الملك، فأكيد أنه "يحظى بدعم خاص وفي جيبه بطاقة مرور".
أكثر من هذا، نور الدين عيوش رجل أعمال بالدرجة الأولى، وهي درجة تفوق قضية الدارجة، وهو معروف بمشاريعه في سوق الإشهار بشكل خاص، ومن شأن هذا التصريح العلني بالصداقة مع الملك أن يوفر له نوعا من"الحماية" في اعتقاد الكثير من الناس الذين قد يتعاملون معه من هذا المنطلق خوفا أو محاباة أو طمعا في وساطة.. وهو ما يتعارض مع قيم المواطنة والمساواة بين الجميع.
من حق عيوش أن يدافع عن قضيته لكنْ ليس من حقه أن يطلق تصريحات تجعله يستقوي بغير حق على من سواه.