كما كان متوقعا، أثارت المناظرة حول الوضع اللغوي بالمغرب، بين المفكر عبد الله العروي، ورجل الإشهار، نور الدين عيوش، مساء اليوم الأربعاء، الكثير من الآراء والتفاعلات على المواقع الاجتماعية. محمد يتيم، القيادي بالعدالة والتنمية، أشار على صفحته الفايسبوكية، إلى أن "لقاء العروي وعيوش، يكشف المسافة الواسعة بين العلم والجهل، بين المعرفة والايديولوجيا، بين الرزانة والحدلقة بين المنطق العلمي والتسويق التجاري للبضائع الفاسدة".
أما محمد العلمي، الإعلامي المغربي المقيم بالولايات المتحدةالأمريكية، فاعتبر أن "السؤال الذي كنت انتظر ان يطرح علي السيد عيوش، اي دارجة تريد ان تعلم ابناء الشعب اذا كان تكوينك الفرنسي يحول دون تعبيرك بسلاسة بالدارجة نفسها !!"، متسائلا عن سبب عدم تطبيق هذا الأمر على عائلته أولا "ألم يكن البر في المقربين أولى؟؟".
من جهته، عبر عبد الرحيم العطري، السوسيولوجي المغربي، عن ثقته في مدى إقناع عبد الله العروي، مشيرا إلى أن "الصناعة المعرفية الثقيلة تنتصر على الرداءة و الخواء... هنيئا لنا بمفكرنا البهي عبد الله العروي".
أما طارق السباعي، رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام، فقد خصص للموضوع حيزا مهما من صفحته الفايسبوكية، حيث طرح مسألة "إعداد ناشئة فاشلة بالكاد تفلح في ايجاد عمل حرفي يستخدم فيه الجسم لا العقل"، مضيفا : "السيد عيوش لم توضح كيف تم إهدار 35 مليار في المخطط الاستعجالي للتعليم، فخبراؤك لم تسألهم عن ترشيد النفقات ومحاسبة مهدري المال العام، ولم يرد ذلك في توصياتك، لقد عرف المغرب مستشارين أميين أو محدودي التعليم وخرجو علينا بدارجة عيوش. فقد انتهج الحسن الثاني سياسة تجهيل المواطنين بهدف التحكم في إنتاج النخبة، ونعت الباقي بالأوباش وهذا المسار لا زال مستمرا في «العهد الجديد»، بطرق حداثية وعيوشية".
المناظرة التي بثتها القناة الثانية، رجحت كفة الدكتور عبد الله العروي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كان هناك شبه إجماع على "إنتصاره" البين فيها، رغم أنها لم تتسم بالحدة والانفعال، إلا في مرة واحدة، حينما وجه العروي الكلام لعيوش، بخصوص الخبراء المساهمين في التوصيات، الذين وصفهم بمستعملي الايدولوجيا والراغبين في عمل إضافي . نجيب شوقي، المدون والناشط الحقوقي، يرى أن "العروي حاضر بلغة بسيطة وحجج مقنعة، في غياب تام لمحاور يحمل أفكارا وليس خطابا يعتمد مقالات صحفية سطحية ومتفرقات من دراسات غير علمية!". كما لم يستسغ شوقي، اتهام العروي للمنتوج الابداعي بالدارجة بالفلكلوري، وموقفه من الأمازيغية واعتماد المؤامرة في المحاججة.
من جانبه، كتب الشيخ عبد الوهاب رفيقي، الملقب بأبو حفص، على صفحته الخاصة : "لا يملك كل عاقل إلا أن ينتصر للمعرفة الراسخة المنبنية على علم وازن و إدراك عميق، مقابل خواء فكري، و بضاعة ثقافية مزجاة، و انتصار للرداءة و الجهل.. مهما اتفقت أو اختلفت مع المفكر الكبير عبد الله العروي..لكن لا يسعك إلا احترامه و احترام ما يطرح".