نشرت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على اللاعب المغربي عادل تاعرابت الذي يمر بمرحلة عصيبة مع ناديه بنفيكا البرتغالي، ما قد يتسبب في فسخ عقده بعدما كشف مقطع فيديو مغادرته لأحد الملاهي الليلية، وهو ما يتعارض مع القوانين الداخلية للنادي فضلا عن انخفاض مستواه مقابل زيادة وزنه. وركزت المجلة الفرنسية الشهيرة على الأخطاء التي وقع فيها تاعرابت خلال مسيرته الاحترافية والتي شكلت بالنسبة له تحولات خطيرة أثرت سلبا على مشواره الفني سواء مع الأندية التي تقمص ألوانها في أوروبا أو مع المنتخب المغربي، وهي تحولات مرتبطة بمزاجية النجم المغربي الذي لا يتردد في القيام بأي تصرف بدليل ان تصرفاته تكررت في جل الأندية التي لعب لها، ومع المدربين الذين تولوا الإشراف على تدريبه عندما لا يزال ناشئاً وبعدما أصبح شابا.
ولم تسمح هذه المزاجية لتاعرابت بإستغلال قدراته الفنية العالية التي يكتنزها وتؤهله ليكون أحد افضل اللاعبين في تاريخ الكرة المغربية.
ووفق تقرير "فرانس فوتبول" فإن عادل ارتكب خلال مسيرته خمسة أخطاء حجبت عن الإعلام والجمهور مهاراته، والذي أصبح اسمه مرادفاً للاعب المشاكس، بعدما أكدت بأن المهاجم المغربي يحصد في الوقت الحالي ثمار الأشواك التي زرعها في بداية مشواره بعدما تراكمت عليه نتائج وانعكاسات تلك الأخطاء التي اعتبرها المراقبون خطايا لا تغتفر لأنهم يرونها تأكيداً على أن صاحبها غير منضبط ويفتقد للمسؤولية والالتزام كلاعب محترف، مما يصعب من التعامل معه خاصة أنه يستعجل في اتخاذ القرارات الهامة بمفرده دون استشارة أي جهة أخرى.
الخطأ الأول: مغادرة الملعب قبل نهاية المباراة
تعود وقائعها إلى عام 2006 ، حيث كان تاعرابت لا يزال في سن ال17 عاما، وهو سن يفترض أن يستخدم خلاله اللاعب اليافع أذنيه ليصغي لنصائح وتعليمات مدربيه وكافة المقربين منه ليستفيد من تجاربهم وخبراتهم للتقليل من أخطائه داخل الملعب أو خارجه حتى ينضبط بشكل أكبر، غير أن الامر اختلف مع عادل، ففي عام 2006 وخلال إحدى المباريات مع ناديه لانس الفرنسي اختلف مع مدربه فقرر مغادرة الملعب قبل انتهاء المباراة تاركاً فريقه يلعب ب10 لاعبين فقط فاتخذت إدارة ناديه قرارا صارما يقضي بتسريحه نحو نادي توتنهام هوتسبير الإنكليزي.
الخطأ الثاني: رفضه المطلق لدكة الاحتياط
اللعب للمنتخب هو حلم يراود أي لاعب مهما كان نجوميته، فكيف بلاعب لا يزال يشق طريقه نحو النجومية، ولا يزال بحاجة ماسة للمنتخب أكثر بكثير من حاجة المنتخب لخدماته، غير ان الامور لم تتجه بهذه القاعدة مع عادل تاعرابت ضمن صفوف منتخب أسود الأطلس.
ففي يونيو من عام 2011، وعندما كان عادل يلعب لنادي كوينز بارك رينجرز الإنكليزي، وقبل المباراة المصيرية التي جمعت المنتخب المغربي بشقيقه المنتخب الجزائري على ملعب مراكش لحساب الجولة الرابعة من تصفيات أمم افريقيا 2012، قرر تاعرابت حزم أمتعته ومغادرة معسكر الأسود قبل المباراة ب48 ساعة فقط، لأن المدرب البلجيكي حينها لم يضعه ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب.
وعندما علم تاعرابت بأن اسمه غير موجود في التشكيلة الأساسية قرر مغادرة مراكش مبررا ذلك بأنه لم يوافق على قرار المدرب البلجليكي إيريك غيريتس بعدم الاعتماد عليه، ومعترفاً بأنه غادر إقامة الاسود عندما كان زملائه يقضون ساعات الراحة، تفاديا لإزعاجهم وإثارة أي مشكلة، وبعد الفوز الذي حققها أسود الاطلس خرج تاعرابت إلى وسائل الإعلام ليعترف بخطأه ويعتذر من كافة المغاربة.
الخطأ الثالث: هاتفه يرن ولا يرد
وتعود تفاصيلها إلى شهر مايو من عام 2014 ضمن صفوف منتخب بلاده، وتحديدا غداة تعيين بادو زاكي على رأس الجهاز الفني لأسود الأطلس، بعدما أقدم الأخير على خطوة في محاولة منه لإذابة الجليد بين تاعرابت والمنتخب، وطي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة خدمة للكرة المغربية التي كانت تمر بفترة فراغ رهيبة غاب بسببها المنتخب عن الساحة الدولية، وبات بحاجة لخدمات جميع أبنائه. ومما حفز الزاكي على طي الصفحة تصريحات تاعرابت المرحبة بتعيينه مدرباً للمنتخب، حيث قام زاكي بالاتصال هاتفياً بعادل الذي كان يلعب حينها لنادي ميلان الإيطالي على سبيل الإعارة غير أن الزاكي تفاجئ بموقف اللاعب الذي رفض الرد على مكالمته الهاتفية بل والأشد مرارة من ذلك أن تاعرابت لم يعاود الاتصال بالزاكي وفي نفس الوقت لم يغلق هاتفه، ليتأكد لبادو استحالة انضباط اللاعب من خلال تبريرات هذا التصرف.
وفي وقت أرجع النجم المغربي ذلك التصرف السئ إلى كونه قد غيّر رقم هاتفه وأن مواطنه مدرب المنتخب قد طلبه على الرقم القديم، فإن شقيقه ذكر كلاماً آخر يؤكد بأنه لا علاقة بالرقم بما حدث بعدما برر عدم رد عادل على الزاكي بكونه كان منشغلاً بالمفاوضات مع إدارة الرئيس سيلفيو بيرلسكوني لتمديد فترة إعارته في ميلان أو شراء عقده بشكل نهائي من ناديه الإنكليزي.
الخطأ الرابع: نقد بلا فائدة
تزامنت فترة إعارته لميلان مع قدوم النجم الإيطالي المهاجم ماريو بالوتيلي إلى النادي عائداً من مانشستر سيتي الإنكليزي، ورغم أن عادل كان يدرك بأن شراء عقده أو تمديد إعارته مرهون بالأداء الفني الذي سيقدمه للفريق ومدى قدرته على التأقلم ومنح الإضافة التي يحتاجها النادي اللومباردي، غير أن تاعرابت ذهب لانتقاد الخيارات التكتيكية للجهاز الفني ودوره في التشكيلة الأساسية للفريق، مقارنا نفسه بسوبر ماريو، وهو ما جعله يقع في فخ الغرور، ويبدأ مستواه في التراجع مقارنة بما قدمه في المباريات الأولى له مع الفريق لتقرر الإدارة الإيطالية عدم تمديد إقامته في ميلانو.
وبعد مغادرة عادل لإيطاليا استمر في خروجه الإعلامي غير مبرر، مستمرا في انتقاد بالوتيلي على الرغم أن الأخير حصل على عقد جيد من ليفربول، حيث قال عنه بأنه لاعب ليس مثلما يقال عنه في وسائل الإعلام، فهو لاعب عادي يفتقر لصفات اللاعب العالمي، ولا يلعب من أجل فريقه بل من أجل نفسه فضلاً عن صراخه المتواصل أثناء المباريات.
الخطأ الخامس: وزن زائد
بعد عودته مجدداً إلى صفوف ناديه كوينز بارك رينجرز، دخل تاعرابت في صراع وخلاف حاد مع مدربه هاري ريدناب الذي قرر عدم الاعتماد عليه في خياراته الفنية، حيث صرح للصحافة قائلا "تاعرابت ليس مصابا مثلما قالت بعض المصادر بل هو لا يصلح أصلا للعب كرة القدم"، مؤكدا بأن اللاعب لا يتدرب بشكل جيد مما أدى إلى زيادة وزنه بعشرين كليلو غرام لدرجة أصبح معها غير قادر على الركض، متهما إياه بأنه يتقاضى نحو 80 ألف يورو في الأسبوع دون أن يقدم أي مردود فني للفريق.
ورغم أن المدرب ريدناب وقف على تلك الحقيقة المرة من خلال تقييمه لمردود اللاعب البدني وأدائه الفني، إلا أن تاعرابت لم تعجبه تلك التصريحات، متهما مدربه بأنه يصطنع المبررات لإبعاده عن الفريق، نافياً أن يكون وزنه قد زاد عن الحد المطلوب، ثم يقوم بنشر صورة له تظهر جسمه الممشوق وبطنه المشدودة، وكأنه يكذب ريدناب الذي قرر إبعاده.
وحتى بعد انتقاله إلى البرتغال، عاد عادل للرد مجدداً والهجوم على ريدناب ليقول عنه بأنه أسوأ مدرب، ولا يهمه سوى جمع الأموال.