أكد سعيد خمري أستاذ العلوم السياسية أن الحملة الانتخابية الممهدة لاقتراع رابع شتنبر الخاص بالانتخابات المحلية والجهوية التي انطلقت قبل بضعة أيام، سجلت تفاوتا بين خطاب "مواصلة الإصلاح" بالنسبة للأحزاب التي ساهمت في تسيير المجالس المحلية وخطاب "النقد وتقديم البدائل" الذي تتسلح به الأحزاب التي تموقعت في المعارضة. ولاحظ خمري في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء أن هذا التفاوت ينسحب أيضا على "دقة وموضوعية" البرامج الانتخابية المطروحة على الناخبين خلال الحملة الانتخابية " التي انطلقت بصورة طبيعية وشهدت مشاركة واسعة للأحزاب السياسية". وبخصوص طرق الدعاية الانتخابية المعتمدة من قبل الهيئات السياسية، ميز خمري بين طريقة تقليدية في التواصل تتمثل في سرد مفاصل البرنامج الانتخابي المقترح بالصيغة الكلاسيكية المعتادة ، وأخرى مبتكرة التجأت إليها بعض الأحزاب واعتمدت فيها بالأساس على أسلوب "الفيلم المؤسساتي" و"التوثيقي" الذي يضفي حركية على العرض الانتخابي ويوظف مؤثرات وتقنيات حديثة. كما سجل لجوء الأحزاب بكثافة الى مكاتب وشركات خاصة بالتواصل والتسويق السياسي والانتخابي وذلك سعيا الى بلورة "برامج انتخابية أدق والتماس طرق أنجع لتدبير الحملة الانتخابية" فضلا عن " التهافت " على وسائل التواصل الاجتماعي كواجهة للدعاية الانتخابية. واعتبر خمري بهذا الخصوص ، أن توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في الحملة الانتخابية من قبل الفاعل السياسي "أمر لايخلو من إيجابية لاسيما من حيث التفاعل مع فئات وشرائح دائمة الإبحار في شبكة الأنتنريت والعوالم الافتراضية ". وفي الجانب المتصل بالمواكبة الإعلامية للحملة الانتخابية، فقد اتسمت ،يقول خمري، فضلا عن مواكبة وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة بانخراط أكبر للصحافة الالكترونية التي تابعت المسلسل الانتخابي من خلال نشر أخبار خاصة بالمرشحين وإدراج مقالات إخبارية وتحليلية غير أنه لاحظ أن المعالجة الاعلامية لبعض المواقع "تطرح مع ذلك سؤال المهنية والحيادية". ومن ضمن السمات المميزة للحملة الانتخابية التي ساقها خمري، ترشح عدد من الوزراء المنتمين لأحزاب الأغلبية الحكومية وكذا العديد من القيادات الحزبية إلى جانب حضور المرأة كمرشحة وانخراط جمعيات المجتمع المدني في التعبئة المواطنين للمشاركة في الانتخابات. وفي هذا السياق، رجح خمري أن تحقق المشاركة في الانتخابات "نسبة متقدمة" مستندا في ذلك إلى وجود عدد من المرشحين الشباب الذين سيمارسون حقهم في الاقتراع للمرة الأولى وتسجيل عدد من الناحبين الجدد". ويذكر أن الحملة الانتخابية لاقتراع 4 شتنبر انطلقت في الساعة الأولى من يوم السبت 22 غشت 2015 ، وستستمر إلى غاية الساعة الثانية عشرة ليلا من اليوم السابق لتاريخ الاقتراع، أي في متم يوم الخميس 3 سبتمبر المقبل. ووفقا لمعطيات ، مؤقتة ، أفادت بها وزارة الداخلية، فقد بلغ عدد الترشيحات المقدمة بالنسبة للانتخابات الجماعية ل 4 شتنبر المقبل ما مجموعه 130 ألف و 925 ترشيحا لملء 31 ألف و 503 مقاعد ، أي بمعدل يفوق 4 ترشيحات لكل مقعد ، في حين بلغ العدد الإجمالي للترشيحات المقدمة بالنسبة لمجالس الجهات 7 آلاف و 588 ترشيحا موزعا على 895 لائحة ترشيح.