في إطار مواجهة الحرب الإعلامية التي تنهجها الجزائر في الأيام الأخيرة ضد المغرب ، بعد التوجه الجديد الذي سلكته الدبلوماسية المغربية الرامي إلى تعزيز الحضور المغربي في أفريقيا وكان اخرها دور المغرب في الحفاظ على استقرار دولة مالي واحتضانه اجتمأع دول الساحل الفريقي وما نجم عنه من سحب البساط من تحت أقدام الجزائر التي تعتبر نفسها وصية على القارة وتسعى بكامل جهدها لتقويض استقرار المغرب، كان لابد لوزير الخارجية الجديد صلاح الدين مزوار من التحرك في اول سفرياته الدبلوماسية الى الخارج عبر بوابة افريقيا السينغال قبل التوجه إلى إسبانيا للمشاركة في القمة الاقتصادية لدول غرب المتوسط ثم الانتقال إلى مدريد للتباحث مع للمسؤولين الإسبان حول القضايا المشتركة والتي كان مقاربة الشراكة الثلاثية الأبعاد اوربا والمغرب وافريقيا ، حاضرة فيها بقوة كما يقترحها المغرب اليوم على الاتحاد الأوربي، ولعل ذلك ما جعل وزير الخارجية الجزائري يفطن خلال اجتماع 5+5 إلى ضرورة المشاركة إلى جانب مزوار ووزير الخارجية الفرنسي ولان فابيس في لقاء مشترك لم تكن الجزائر حاضرة فيه في البداية قبل ان تضغط في آخر لحظة لأجل المشاركة حتى لا تترك المقعد شاغرا لفائدة المغرب الذي استطاع ان يقترح مقاربة جديدة على شركائه الأوربيين في التعامل مه هجرة الأفارقة نحو الشمال مرورا بالمغرب. من جهة أخرى ، كان حضور مزوار إلى البرلمان اليوم من اجل الرد إلى أسئلة نواب ومستشاري الأمة مناسبة لبسط اهم التوجهات الجديدة للدبلوماسية المغربية من حيث استراتيجية العمل والتواصل مع الرأي العام المغربي بخصوص القضايا الوطنية. وفي هذا الصدد شدد صلاح الدين مزوار على أهمية الإخبار والإعلام، وتوجيه المعلومة في الوقت المناسب في كل ما يخص المستجدات الوطنية، مضيفا "ستعمل الوزارة في إطار رؤيتها المستقبلية لدعم الدبلوماسية الموازية على مواصلة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وتأهيلها للمساهمة إلى جانب المؤسسات الرسمية للدفاع عن مصالح المغرب وإنجاح المشاريع التنموية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وستحث سفارات المملكة وقنصلياتها بالخارج على الانخراط بفعالية في هذا المجال" وكان صلاح الدين مزوار الخارجية والتعاون اكد كذلك ، في معرض رده على سؤال شفوي اليوم الثلاثاء بمجلس النواب حول "الدبلوماسية الموازية ودور الحكومة" تقدم به فريق "العدالة والتنمية"، أن الوزارة منكبة على إعداد إستراتيجية عمل جديدة تهم التنسيق مع كل الفاعلين بشأن التحركات الدبلوماسية ذات الصلة بالقضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة. و اضاف مزوار الذي حضر لأول مرة بصفته وزيرا للخارجية للرد على أسئلة نواب الأمة بخصوص تطورات قضية الوحدة الترابية. "نقوم حاليا بعمل تقييمي وعلى أساسه سنحدد استراتيجية عمل جديدة تهم التنسيق مع كل الفاعلين بشأن التحركات الدبلوماسية ذات الصلة بالقضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية". وأضاف "سنحدد لهذه الإستراتيجية مجموعة من المحاور المرتبطة بعملية التنسيق والعمل مع مختلف الفاعلين، وبالدور الذي سنقوم به أولا كوزارة في علاقتنا بالمؤسسة البرلمانية وبالأحزاب السياسية والمجتمع المدني والشبكات المتواجدة على مستوى الخارج". وبعد أن ذكر بوجود "إشكال يتعلق بآليات التنسيق بين الفاعلين بشأن التحركات الدبلوماسية المغربية والتي تهم أساسا القضايا الوطنية"، أشار الوزير إلى أنه سيتم "تقديم تصور متكامل بهذا الخصوص في ما يخص عملية التنسيق بشأن كل القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية".