عكس كل التصريحات التي تؤكد أن الجزائر تصر علي ضبط النفس وتفادي ما يعكر صفو العلاقات مع المغرب تعبيرا عن حسن نيتها، لكن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الجزائري تؤكد أن الجزائر دخلتن في سباق محموم مع المغرب في القارة الإفريقية بعد أن استعادت المملكة مكانها الطبيعي بها. وزير الخارجية، رمضان لعمامرة، وصف الحديث عن تراجع الدور الجزائري في مالي لصالح المغاربة قياسا للاستقبال الذي حظي به الملك محمد السادس في باماكو قبل أيام ب"الزوبعة في الفنجان" التي "تفننت بعض وسائل الإعلام بطبعها المعهود في صناعتها"، ونقلت عنه يومية الخبر الجزائرية بأن «كل حديث عن تراجع للنفوذ الجزائري في مالي لصالح الدبلوماسية المغربية، مجرد قراءات خاطئة، ونقلت عن وكالة الأنباء الجزائرية قول الوزير من مقر السفارة الجزائرية بباماكو لما سئل حول العلاقات الجزائريةالمالية بعد مشاركة العاهل المغربي محمد السادس بصفة ضيف شرف في حفل تنصيب الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا "بعض وسائل الإعلام حاولت بتفننها المعهود في الإثارة خلق زوبعة في كأس ماء".
ليس ذلك فقط فالإعلام الجزائري أصبح ناطقا رسميا باسم البوليزاريو خاصة الوكالة الرسمية للأنباء والتي تنقل كل صغيرة وكبيرة تحدث بالصحراء دون توخي الحياد والإلتزام بضوابط المهنية، وتحولت إلى لسان حال البوليزاريو، والأكثر من ذلك أنها بدأت تكشف الموقف الرسمي الجزائري وهو أنها ليست فقط مع ما تسميه حق تقرير المصير، بل تعتبر المغرب دولة محتلة للصحراء وأنه يجب تصفية الإستعمار من هذه المنطقة. ذلك ما أصبحت وكالتها الرسمية للأخبار تصر على تكراره في كل خبر تبثه، وبذلك تشكف أنها طرف في ملف الصحراء وليس مجرد ملاحظ محايد كما تدعي.