زرت علي بالأمس، وكلفني بأن أبلغ جميع الأصدقاء والصديقات سلامه وتحياته وتشكراته على مجهوداتهم وتضامنهم، مؤكدا تشبثه بجميع أعضاء هيئة دفاعه ممثلا في ذ. بن عمرو، وذ. الجامعي، وذ. السملالي، وذ. السفياني، وذة. كلاف. وكل من يؤازره. كما يبلغ خالص تحياته لأصدقائه الذين أسسوا معه أو اشتغلوا أو التحقوا ب"لكم" في أي لحظة من لحظات هذه التجربة. ولجميع الصديقات والأصدقاء الذين يجدون في تضامنهم معه في الظل والشمس... زرت علي.. وبالرغم من أنه يبدو هادئا وعطوفا ومتزنا كعادته، لكنني، بعين وقلب الأخت الذي لا يخطئ، أحسست أن أخي متعب، متعب جدا.. هالات سوداء تحت الجفون تفضح ثقل الأرق وتمرد النوم عليه... هو يسأل وأنا أجيب.. لكنني وأنا أجيب كنت أتساءل: ماذا عسى أخي يفعل في الزنزانة يوما يوما، وساعة ساعة..؟.
كيف يؤثث علي كل هذا الفائض من الوقت بعد أن كان لاوقت لديه؟ اسمحوا لي أصدقائي و صديقاتي، أنا اليوم تهمني هذه التفاصيل، الصغيرة بالنسبة للبعض والأساسية بالنسبة لي، صحة علي، نوم علي، أكله، حمامه... وأشياء أخرى.. وكل هذا بالنسبة لي هو ما يعطي معنى للحرية وللحياة.
الحرية ليست فكرة مجردة، الحرية أولاً، أن لا يتوقف المرء عن ممارسة كل هذه الأشياء الصغيرة والعادية وحتى المبتذلة... كما يريد... ومتى يريد... وأين يريد... لأنه بدون هذا الأوكسجين لا يمكن أن نخطو نحو أشياء أخرى...