اعلنت جماعة "المرابطون" الجهادية بزعامة الجزائري مختار بلمختار الناشطة في منطقة الساحل الافريقي "مبايعتها" لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي. وجاءت المبايعة على لسان عدنان ابو الوليد الصحراوي في تسجيل صوتي بالعربية بثته مواقع جهادية. وقال الصحراوي انه "لزوم الجماعة ونبذ الفرقة والاختلاف تعلن جماعة المرابطون بيعتها لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين ابو بكر البغدادي. وندعو كل الجماعات الجهادية الى مبايعة الخليفة لتوحيد كلمة المسلمين ورص صفوفهم امام اعداء الدين, كما ندعو كافة المسلمين الى الالتفاف حول دولة الاسلام والدفاع عن الخلافة". واكدت وكالة الاخبار الموريتانية الخاصة التي اعتادت نشر بيانات الجهاديين انها تحققت من ان الصوت في التسجيل هو للصحراوي. لكن وكالة فرانس برس لم تتمكن من تاكيد ذلك من مصادر اخرى. وتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق تحول الى امتياز اختياري في العالم الجهادي جاذبا مقاتلين اجانب ومبايعة مجموعات عدة بينها جماعة بوكو حرام الناشطة في نيجيريا والدول المجاورة. اما جماعة "المرابطون" فقد تاسست العام 2013 عبر اندماج تنظيم "الموقعون بالدم" بزعامة بلمختار – القائد السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي, والمخطط لعملية احتجاز الرهائن الدامية في حقل جزائري للغاز- وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا, احدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي حوالى عام بين خريف 2012 ومطلع 2013. وتحدث الصحراوي مرارا باسم حركة التوحيد والجهاد, وباسم "المرابطون" لاعلان تبني عمليات خطف او هجمات في شمال مالي وتحديدا في تومبكتو وغاو وكيدال. وتم طرد حركة التوحيد والجهاد والقاعدة ومجموعات جهادية اخرى بشكل واسع من شمال مالي اثر تدخل عسكري مستمر حتى اليوم بقيادة فرنسا في كانون الثاني/يناير 2013. لكن هناك مناطق كثيرة ما تزال خارج سيطرة الحكومة المركزية في باماكو, حيث تواصل المجموعات الجهادية شن هجمات دامية امتدت خارج المناطق المعتادة. وتبنت جماعة "المرابطون" اول اعتداء ضد اجانب في باماكو في السابع من اذار/مارس. واسفر الهجوم ضد حانة يرتادها الاجانب والسكان المحليون عن مقتل خمسة اشخاص, ثلاثة ماليين وفرنسي وبلجيكي. كما تبنت هذه الجماعة الجهادية هجوما انتحاريا في 15 نيسان/ابريل ضد قوات النيجر في بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة قرب غاو شمال مالي ما اسفر عن مقتل اثنين من المدنيين. ووفق وكالة الاخبار الموريتانية فان الصحراوي بات "الامير" الجديد لجماعة "المرابطون". وردا على سؤال لفرانس برس حول اعلان المبايعة, اعتبر الخبير الموريتاني في الشؤون الجهادية في منطقة الساحل, اسلمو ولد صالحي, انه يمكن ان يكون على صلة بتراجع نفوذ الجماعة ويطرح اسئلة حول مكانتها ووضع "زعيمها الاعور", لقب بلمختار. واكد ولد صالحي انه "في كل الحالات, ان بروز عدنان (ابو الوليد الصحراوي) الذي وقع البيان بدلا من رئيسه, وتغيير الاتجاه الايديولوجي كما اعلنته الجماعة التي تترك القاعدة وتنضم الى تنظيم الدولة الاسلامية, هي القراءة الاولى التي يمكن ان نستنتجها عن تراجع نفوذ واضح للجماعة".