سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شكرا لأنكم اعتقلتم علي أنوزلا... في اعتقاله راحة لنا، وسكينة ستعم البلد بأكمله، سنلوذ بصمتنا، ونتأكد أننا في بلد لم يدخل بعد إلى عهد الديمقراطية ولا إلى ساحة حرية التعبير
شخصيا أؤيد قرار اعتقال علي أنوزلا، مدير موقع لكم الإلكتروني، ليس لأنه نشر الرابط المؤدي إلى فيديو تنظيم القاعدة الذي يهدد استقرار المغرب وأمنه، فهذا الرابط شاهده المغاربة في موقع يوتيب ويشاهد مثله في قنوات فضائية عديدة، ولم يجرؤ الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالرباط، على إصدار مذكرة توقيف في حق مؤسسي هذا الموقع وهم الموظفين السابقين في شركة باي بال : تشاد هيرلي وستيف تشين وجاود كريم الأمريكيون، أو في حق مالكي القنوات الفضائية التي تحرض بالفعل على الإرهاب، ومنها القناة القطرية، الجزيرة طبعا... أؤيد قرار اعتقاله، لأنه وهو يكتب بتلك الجرأة، وتلك الصراحة التي تنقصنا، أوهمنا أننا نعيش في بلد ديمقراطي بالفعل، حين تمر مقالاته بالسلامة التي نتوجسها، نتنفس الصعداء ونصرخ أننا انتصرنا، وأن البلد بالفعل ماض على درب الدمقرطة الجميلة، وأننا نشيد وطنا يقبلنا بأفكارنا الأكثر جذريةً، والأكثر معارضةً... نصرخ أيضا أننا ونحن نختلف حول كل شيء، يجمعنا كل شيء، وطن نتفق على ضرورة صيانته ونختلف جذريا ربما على اسباب اوضاعه... أتفق على اعتقاله لأن الخصوم قبل الحلفاء، كانوا يحاججون بمقالاته كي يبرهنوا أننا قطعا أشواطا كثيرة على طريق البناء الجميل، كانوا يقتصون المقاطع الأكثر تطرفا في مقالاته، ويشهرونها في أوجهنا: هل الديكتاتورية تسمح بنشر مثل هذا في حقها؟ وهل هناك بلد يقمع الحريات يسمح لصحفي أن يناقش قضية الصحراء بهذه الجرأة وهذه الصلافة كما يسمونها؟ لم يحد قيد أنملة عن خطه، العاقل والمتزن لكنه الجريء، يسمي الأشياء بأسماءها، ويصرخ في وجه البذاءة والتراجع الذي يعرفه البلد، يتراجع الجميع، يلوذون بمصالحهم الصغيرة وينحازون إلى نباح كلاب الحراسة وهم يبررون كل شيء يصدر عن أسيادهم، باسم الخصوصية تارة، وباسم الاستثناء المغربي الموهوم مرة أخرى، وعلي يرفع قلمه عاليا ضد هذا المسخ الذي اصاب الجميع ايضا... وكلما علا قلمه كنا نعتقد أن البلاد بخير، ما دام هو متروك لحريته يرفع سقف أحلامنا عاليا، ونفرح ونحن نعتقد أن الوطن يمشي نحو هذا السقف دون خوف ودون تحسس رقاب ووجل... في اعتقاله راحة لنا، وسكينة ستعم البلد بأكمله، سنلوذ بصمتنا، ونتأكد أننا في بلد لم يدخل بعد إلى عهد الديمقراطية ولا إلى ساحة حرية التعبير، وسننعم بالاستماع إلى الصوت الواحد الأحد، مالك الحقيقة الذي لا يأتيه الخطأ من أمامه ولا من وراءه، وأنه يسمح لنا بالكتابة فقط في انتظار أن يوفر لنا حفر نقع فيها كي يردم التراب على جثثنا ليسود هو وأبواقه التي تعلق الأعلام على سلوكه اليومي، وتدبج في حقه القصائد والمقالات التي تمدح كل فعل يأتي عليه، حتى لو كان ببشاعة اعتقال صحفي مثل علي أنوزلا... قد يكون ما اقترفه علي خطأ يستوجب التحقيق والمتابعة، وتلك شروط العدالة لا يمكن الحديث عنها خلال تحققها، لكن وجب التنيه فقط أن الإرهاب قناعة واقتناع، وجب التنبيه أيضا أن علي أنوزلا وجه صحفي معروف، وأن الذين اعتقلوه يعرفون جيدا قناعاته حيال الإرهاب وأصحابه... وأعتقد أنه سيكون من الصعب عليهم إقناع أنفسهم بوجاهة التهمة الموجهة إليه، فما بالك إقناع الرأي العام الوطني والدولي، والذي بالتأكيد سيكون له صوت مسموع في هذه القضية/ الفضيحة.... ومع ذلك، أنا أؤيد اعتقال علي أنوزلا... زعزع قناعتي في حتمية الاستبداد الذي نعيشه....