بعد نفي المملكة العربية السعودية لما تداولته مواقع كثيرة حول فتوى جديدة منسوبة لمفتي السعودية، يجيز فيها أكل الزوج للحم زوجته إن أحسّ بالجوع، تبيّن أن مصدر هذه الفتوى الكاذبة، هو مدوّن مغربي في أحد المواقع المغربية، كان قد كتبها في سياق عمودٍ يخصّصه من حين لآخر للأخبار غير الواقعية بطريقة ساخرة. المدوّن الذي يوّقع باسم "إسرافيل المغربي"، يملك عمودًا في موقع "كود" المعروف بخطه المباشر ، بعنوان "أخبار الطنز"، وكلمة الطنز تعني في العامية المغربية الضحك والسخرية والرغبة في إثارة المرح عبر اختلاق بعض الوقائع. وقد احتضن هذا العمود نهاية مارسالماضي، مادة حول الفتوى المزعومة التي أثارت الجدل، إذ جاء فيها أن مفتي السعودية ردّ على بعض الفتاوى الغريبة بفتوى أكثر غرابة، وأنه رّد على العلمانيين بأن أكل الزوج لزوجته، هو دليل على تضحيتها وطاعتها لزوجها، ورغبتها في أن يصير جسديهما جسدًا واحدًا. وقد دأب المدّون المذكور على نشر أخبار ساخرة من هذا النوع، فقد كتب في آخر حلقات العمود أن مشروع القانون الجنائي المغربي يعاقب بالسجن والغرامة المالية من يأكل بيده اليسرى، وفي حلقة أخرى أشار إلى أن شركة جيليت العالمية تشيد بالهجمات الإرهابية في تونس بعد تنامي موجات حلق اللحى خوفًا من الاعتقال. غير أن حلقة العمود حول مفتي السعودية، أثارت الكثير من الجدل، خاصة بعد نشر مجموعة من المواقع للخبر على أنه صحيح، منها مواقع جرائد معروفة، دون أن تتأكد من مدى صحته. وهو ما جعل المدوّن المذكور يتحدث في صفحته على فيسبوك، بأن ما كتبه يدخل في باب المزاح، معبرًا عن استغرابه من نقل جرائد كثيرة للخبر غير الصحيح. وقال أحمد نجيم، مدير موقع ‘كود'، في تصريحات لCNN بالعربية، إن "اختيار عمود أخبار الطنز يندرج وفق توّجهات موقع ‘كود' بشكل عام. المعروف أن مجموعة من الصحف تكتب مقالات وأخبار ساخرة، وهذه التجربة توجد حتى في الدول ذات التقاليد الإعلامية الكبرى." ويضيف نجيم: "لقد انتبهنا أن العمود قد يسبّب سوء فهم، لذلك وضعناه في التبويب الخاص بالرأي ووضعنا فوقه عبارة ‘أخبار الطنز'. للأسف، المواقع التي نشرت الخبر على أنه فتوى حقيقية، لم تعد إلى المصدر الحقيقي، ولم تكلّف نفسها عناء التأكد من حقيقة الخبر قبل نشره، ممّا يوضح أن المشكل مهني بالأساس". ويستطرد نجيم:" لا موقف لنا من المملكة العربية السعودية، ولا نهدف إلى ضرب مؤسساتها. في بعض موادنا الساخرة، نمارس التهكم في حق الجميع. ولو كان الخبر مؤثرًا، لوصلتنا احتجاجات من القائمين بالأعمال السعودية في المغرب أو التابعين لمدارسها الفقهية، فقد أدركوا عند قراءتهم للخبر أن الأمر يتعلّق بمادة ساخرة لا أساس لها من الصحة".