كان اللقاء تاريخيا. فهذه اول مرة يسمح فيها لصحافيين بولوج مقر تابع لمديرية مراقبة التراب الوطني المعروفة ب"الديستي" -المخابرات الداخلية=. الفضاء نفسه جديد فقد تم تدشينه الجمعة الماضية يتعلق الامر ب"المكتب المركزي للابحاث القضائىة". المقر يوجد بحي معزول نوعا ما بمدينة سلا. قبل الوصول اليه على الزائر ان يترك خلفه جهة اليمين المحكمة الابتدائية وجهة اليسار بناية تابعة للامن. سجن الزاكي يوجد غير بعيد عن هذا الفضاء. يوجد مقر المكتب المركزي او ما اصبح يعرف ب"اف بي اي المغرب" في ممر محروس كيدخل ما يخرج. مساء يوم امس الاثنين شهد هذا الفضاء حضورا مكثفا للصحافيين. غالبية المنابر الكترونية ومكتوبة ومرئية ومسموعة ووكالات محلية واجنية حجت لاكتشاف مقر المكتب المركزي. طبعا هذا المكتب او هذه المديرية لا خبرة لديها في استقبال هذا العدد الكبير من الصحافيين والمصورين. كان الانتظار في البداية للتحقق من الاسماء. اول ما يلاحظه الزائر هو حضور الشباب البارز من اطر هذه المؤسسة. شباب بحال هاداك الشي ديال اف بي اي: كوستيم اكحل وقميجة بيضا وكرافاطا صغيرة كحلا. مقر المكتب كبير. حتى هو احترم الدستور٬ لذا كتبوه بالعربية وبالفرنسية بطبيعة الحال بالاضافة الى الامازيغية بحرف تيفيناغ يتوسط هذا شعار الديستي. رغم حالة الانتظار الاولى قبل دخول المركز وبعض الارتباك في البداية٬ كانو الموظفين ظريفين في غالبيتهم ضاحكين. حتى المقنعين لعبوا لعبة المصورين. كانوا كيتحركو ويديرو اللي كيطلبو منهم الصحافيين. ما يثير الانتباه هو حضور رجال صحاح وطوال بزاف كلهم دايرين القناع وهازين السلاح. هادو كانو فالباب للحراسة وامام البناية التي احتضنت الندوة الصحافية وحتى اثناء الصعود الى الطابق الذي احتضن الندوة الصحافية كان المقنعون باسلحتهم متأهبين لاي طارئ. "هاد الشي كيخلع وفنفس الوقت كيطمئن باللي بلادنا محضية" علق صحافي على هذا المشهد. بناية المكتب المركزي للابحاث القضائية ما تقدرش تفرقو على مقر شركة. انيق وفسيح ومهوي. ايلى حيدنا البوليس والحراسة والمقنعين ودرنا عمال شركة للحراسة غادي يولي بحالو بحال شي مؤسسة مالية كبيرة. عبد الحق خيام كيتخلى على الدرب الباطرون الجديد للمؤسسة عبد الحق خيام حتى هو كيولف هاد المنصب. خيام كان مطلوق بزاف مع الصحافيين. سولوه على اللي دار ليهم فراسهم وما تقلق ما تنرفز. خيام جا وجاب معاه جوج من اكبر مساعديه ايام كان في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية: محمد حبوب مدير مكتب الارهاب والجريمة المنظمة الخبير في الارهاب وهشام المعني الخبير في شبكات الاتجار بالمخدرات وشبكات الارهاب. وباش سولاتو "كود" واش غادي يتخلى على درب السلطان الحي اللي تولد وتربى فيه وبقى كيمشي ليه ديما وعزيز عليه٬ رد "الخدمة هادي" ثم اضاف "دابا كنمشي ونجي ونهار تكون عندي الخدمة راني كنبقى هنا وفنهاية الاسبوع ايلى ما كانتش الخدمة نمشي عند عائلتي اللي مازال فكازا حتى لدابا". هاد الكازاوي حاس بالمسؤولية. دافع على المكتب وعلى الفرقة الوطنية وقال باللي انشاءها قانوني اعتمد على 108 من المسطرة الجنائية وان الفرقة الوطنية اللي كان يرأسها حتى هي مازال تبحث فملفات الارهاب. كما اكد ان هذه الخلية ماشي تعلنات دابا باش يتسوق صورة ايجابية عن المكتب "غادي اكثر من 5 اشهر والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني متبعة هاد الخلية" كما ذكر ان "هاد المكتب اللي تابع للديستي" عادي يتكلف بالارهاب لانه منذ ان اصبح "الديستي" يتمتع بالضابطة القضائية وهو اللي كيشرف على تفكيك الخلايا الارهابية. خطاب هاذ الخبير في قضايا الارهاب واللي تمت ترقيته كان قانونيا كذلك "كلشي اللي دار وكيدار راه كيتم وفق القانون" وذكر في هذا السياق بان جميع المعتقلين 13 في خلية "احفاد يوسف بن تاشفين" الاخيرة عرضوا على طبيب قبل التحقيق معهم. كما عرض فيديو لاعتقالهم واكد ان النيابة العامة تشرف على كل شيء. هذا الخطاب الجديد الحقوقي ظهر حتى في هندسة وتصميم المكتب. فبعد الندوة الصحافية والتقاط صور لكل المحجوزات تمت دعوة الجميع الى كأس شاي وحلوى وعصير وقهوى. كان غير المشروبات غير الروحية. هاد الريسيبسيون دارت فعمارة مواجهة لعمارة الندوة الصحافية. قاعات جميلة وفسيحة عليها جدرايات. يعني حتى الفن حاضر فمقر المكتب المركزي للابحاث القضائية. بعض اللوحات عيانين ولكن هاد الجداريات كيريحو العين. جمال الفن في مواجهة ارهاب التطرف والمتطرفين. القاعة اللي كان فيها الحلوى والقهوى والعصير والمياه اللي جابوها من تريتور رباطي٬ يمكن تصلح قاعة صغيورة للافراح. هاذ الجانب الانساني رسالة اخرى من "الديستي". هاد العملية التواصلية اعطات اكلها. بينات مؤسسة اثارت وتثير الكثير من الجدل بين الحقوقيين المغاربة والاجانب وجه اخر. خيام وعد بان هذا اللقاء غير بداية وغادي يكون ديما لقاءات. ضيافة الحموشي عبد اللطيف باطرون الديستي للصحافيين كانت مزيانة بالخبارات ومزيانة بالتعامل ومزيانة باكتشاف مقر الاف بي اي المغربي. مقر قد يشكل قطيعة ليدخل المغرب الى بلاد حقوق الانسان واحترام الحريات والحقوق حتى ولو كانت لارهابيين باغيين يروبلو المغرب ويقتلو ويدبحو ويخطفو