سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لنحافظ على عبد الإله بنكيران ولندافع عن الشرعية. فستندمون وتبكون لأنكم ستضيعون حينها ثروة وطنية لا يجود الله بها في كل وقت، وستعود الكآبة إلى البرلمان، كما سترجع زوجات قيادات العدالة والتنمية الموظفات إلى بيوتهن
أيها الشعب المغربي العظيم بعد مرور دقائق قليلة على عزل الرئيس المصري محمد مرسي، خرج بعض الأولاد في الفيسبوك ببيان يقلدون فيه حركة تمرد، وشرعوا يجمعون التوقيعات، في انتظار الفرصة المواتية للقبض على رئيس حكومتنا عبد الإله بنكيران، كأن ما حصل هناك يجب بالضرورة أن يحصل هنا. يا شعب المغرب الأبي لنحافظ على عبد الإله بنكيران، ولنحم فيللته ونحرسها من العاطلين والشحاذين والمارة والفضوليين وحركة تمرد لئلا يتكرر نفس السيناريو، فبنكيران ليس هو مرسي، والأولاد يتهيأون للإطاحة بأحلى رئيس حكومة عرفه المغرب في تاريخه، وهم الآن في عجلة من أمرهم بعد أن أصابتهم حمى الشارع. يا يسار الفيسبوك الثائر ستندمون ندما لا مثيل له لو فرطنا في بنكيران، ولو كانت لكم ذرة عقل وحس فكاهة لدافعتم عنه، فمن أين لنا أن نحصل على رئيس حكومة مثله، ولن أقول لكم إن هذا النوع من رؤساء الحكومات لا يتكرر ولن يأتي شخص يشبهه إلا بعد مائة سنة. شخصيا لا أفهم حماستكم لانقلاب عسكري، وأنصحكم أن تحموا بنكيران لتجدوا على الأقل موضوعا يصلح لتزجية الوقت في الفيسبوك، وأخاف أن تعضوا أصابعكم ندما بعد القبض عليه. يا أيتها الجماهير الهادرة رغم اللحية والإسلام السياسي، ورغم التشابه الظاهر وقصة الربيع العربي، فشتان بين الاثنين، ولو سألتم بنكيران لقال لكم أنا أنا وهو هو، لذلك لا تنساقوا خلف التقليد الأعمى، وتنزلوا كعميان إلى الشارع. اتركوا لنا بنكيران يمتعنا ويسلينا، فهو على الأقل يبعث فينا الضحك، على عكس نظيره المصري، الذي لم يستوعب مواطنوه كيف انتخبوا رئيسا يتحدث بتلك الطريقة ولم يفهموا ماذا وقع لهم وهم يصوتون. يا ثوار المغرب يا كسالى، يا غشاشي ثورات، تشبهون غشاشي امتحانات البكالوريا، لا تجتهدون ولا تحفظون دروسكم ولا تستظهرون، وتعتمدون على مصر وتونس، اتركوا أجمل رئيس حكومة يمارس مهامه ويحكم ويصلح ويحارب العفاريت والتماسيح، إنكم تشوشون عليه، وتسعون يا إمعات إلى القبض عليه ووضعه تحت الإقامة الجبرية. لقد صارت قلوبكم خالية من الرحمة، ألا تفكرون في مصير بنكيران وما يمكن أن يقع له لو وضعتموه رفقة أفتاتي في الإقامة الجبرية أو في زنزانة، إنه سيمزق طبلة أذنه وسيندم حين منح بطاقة الحزب لعبد العزيز أفتاتي، وتخيلوا معي ماذا سيفعل أفتاتي في إخوانه لو نزعوا منه هاتفه النقال، سيصعدعهم بالصراخ، دون أن يتمكن الصحفيون من الاستماع إليه ونقل كلامه دفاعا عن الشرعية. يا شعب المغرب العظيم رددوا معي هيهات، هيهات، لن ندعهم يأخذون منا بنكيران، سنحميه بالروح وبالدم، لا لا ليس بالدم حتى لا يتهموننا بالتحريض على العنف، هيهات هيهات، نحن محبو بنكيران لن نسمح بعزله، إنه لا يحكم ولا يستحوذ مثل مرسي فلماذا ننزل إلى الشارع، إنه يضحك ويسلي فحسب، عكس مرسي الذي كان يغيظ المصريين وهو يلخبط في الكلام ويخطب لساعات. لا داعي لعزله والقبض عليه، فالجو حار والبحر جميل، ومن الأفضل أن تقضوا عطلتكم في الشاطىء بدل الخروج إلى الشارع، اتركوا الرجل في شأنه ويكفيه ما يفعله فيه شباط. يا مهووسي النزول إلى الشارع من أين لكم أن تجمعوا 30 مليون التي نزلت في مصر، وحتى لو تحقق لكم ذلك وحققتم المعجزة، فستندمون وتبكون لأنكم ستضيعون حينها ثروة وطنية لا يجود الله بها في كل وقت، وستعود الكآبة إلى البرلمان، كما سترجع زوجات قيادات العدالة والتنمية الموظفات في الوزارات والدواوين إلى بيوتهن، وسيضعن النقاب ويعتزلن العالم، وسنحرم من هذه الفرجة، ولن نتمكن من رؤية الحكومة وهي تصلح صندوق المقاصة وتوزع المال على المعوزين والفقراء. رجاء اصبروا قليلا، لأن الملل الذي تشعرون به طبيعي، ولا علاقة له بالمرة برئيس حكومتنا الذي من واجبنا أن نحافظ عليه ونحميه، حافظوا عليه الأقل إلى أن يصلح ذلك الصندوق، لأنه في الغالب سيذهب من تلقاء نفسه