كادت مسيرة سباتة بالدارالبيضاء التي دعت إليها جماعة "العدل والإحسان" و"الطليعة" و"النهج" وتبرأ منها مستقلو حركة 20 فبراير، أن تتحول إلى مواجهات لولا تدخل رجال الأمن. فعلى الساعة السادسة مساء يومه الأحد ثالث يوليوز 2011، غير المشاركون في مسيرة ضد الدستور الجديد مكان المسيرة من شارع الشجر إلى الشارع الموازي له شارع رضى كديرة، وكان مجموعة من المنتخبين وغيرهم قد أعدوا ما يشبه خياما للتشويش على المسيرة بشارع الشجر، غير أن هذا الانتقال كان محفوفا بالمخاطر، فقد حاصر أفراد ممن سخرهم منتخبون هناك خاصة جودار، أحد نواب عمدة الدارالبيضاء، المشاركون في مسيرة خرجت باسم حركة 20 فبراير وأطرها أعضاء جماعة "العدل والإحسان" بحضور قليل جدا لناشطين في "الطليعة" و"النهج"، وتبرأ منها مستقلو الحركة، وبدأت مواجهات بعد رمي الذين أخرجوهم دفاعا عن الدستور بالحجارة المشاركين في مسيرة ضد الدستور، وقد أصيب عدد من ناشطي الحركة إصابات لكنها لم تكن خطيرة. بعد هذا الحادث وبعد أزيد من 40 دقيقة تدخلت قوات الامن التي كانت تعتقد أن المسيرة ستكون بشارع الشجر، فأقامت حواجز أمنية لحماية العدليين، وقد استمرت هذه الحماية إلى آخر المسيرة، ولولاها لسجلت مواجهات لا أحد يعرف ما ستؤول إليه، خاصة أمام التحرشات الاستفزازية لهؤلاء المسخرين من قبل المنتخبين.
وقد رفعت شعارات مناوئة للدستور الجديد ومطالبة بإصلاحات حقيقية تخرج من الشعب وتحارب الفساد، فيما كان يردد المسخرون للدفاع عن الدستور شعارات "عاش الملك" ويهاجمون المشاركين في المسيرة متهمينهم بقلة الوطنية والعمالة للأجنبي، كما أن بعض أفراد "العدل" كان يتهم هؤلاء بالمرتزقة وأنهم خرجوا مقابل مائة درهما.
إذا كان مستشارو المنطقة وآخرون قد حركوا هؤلاء الذين رفعوا العلم قد سعوا إلى مواجهة العدليين وفشلت في مسعاها، فإن سكان شارع رضى كديرة كانوا أكثر ذكاء في انتقادهم للعدليين، فقد لاحظ أحدهم "غياب العلم المغربي" عن مسيرتهم والاكتفاء بالعلم الأحمر، فما كان من قيادي في "العدل" إلى ان أخرج العلم الأحمر. اتهامات كثيرة وزعها بعض سكان الحي على "العدليين" ومن يدور في فلكهم. هذه المسيرة شهدت مشاركة ألف شخص، فيما قدر عضو من اللجنة التنظيمية العدد في أربعة آلاف. وقد انتهت دون تسجيل إصابات أو حوادث غير تلك التي وقعت بداية المسيرة.