يبدو أن خط الرجعة بين شباط وبنكيران لم يعد قائما، كما يستفاد من الخرجات الإعلامية المتعددة لزعيم الاستقلال التي تلت استقباله من طرف الملك بوجدة، وكشفت مصادر ل"كود" حضرت لقاء شباط برجال أعمال رابطة الاستقلاليين امس بالبيضاء، أن الأخير أبلغهم بأن قرار الانسحاب من الحكومة نهائي لا رجعة فيه، كما انتقد شباط بشدة بنكيران في برنامج 90 دقيقة للإقناع التي بثته قناة مي دي 1 ، أمس الخميس، في ما يعنيه ذلك من تأكيد على انسداد كل أفق لتفاهم مشترك بين رئيس الحكومة وقائد حزب الاستقلال، وهو ما يستفاد من أجوبة شباط في البرنامج على معدته، في وقت رفضت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية انتداب ممثل عنها في لحضور البرنامج ذاته لمواجهة شباط. وشبه شباط خطاب "التشويش"، الذي يردده رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في البرنامج ذاته، بخطاب رئيس مصر محمد مرسي، معتبرا أن تشابه المصطلحات بين مرسي وبنكيران راجع إلى وجود" مخطط دولي" مشترك بين إخوان مصر وغيرهم في دول الربيع العربي، وقال شباط في هذا الصدد: " خطاب التشويش الذي يردده رئيس الحكومة ينتمي لمخطط دولي وهو نفس الخطاب الذي يردده الرئيس المصري محمد مرسي، عندما تحتج المعارضة المصرية على قراراته"..
من جهة أخرى، تهكم شباط من رئيس الحكومة بسبب خروجه مع نقابة حزبه في احتفالات فاتح ماي، وتساءل ساخرا" واش بنكيران كيضحك على الشعب المغربي، إلى خرج هو مع العمال شكون عيحقق مطالب هاذ العمال"."
كما اعتبر أمين عام الاستقلال أن بنكيران يتصرف كرئيس حزب وليس كرئيس حكومة كما اتهمه بالانصياع لقرارات صندوق النقد الدولي وخضوعه كليا لها، منتقدا من جهة أخرى، انقلاب بنكيران وإخوانه عن مواقفهم التي كانوا يرددونها في المعارضة قبل أن يختم بالقول "الله يخلينا في صباغتنا".
أما في اجتماع اللجنة التنفيذية فأوضح شباط ، حسب مصادر قيادية استقلالية، أن المشكل الكبير يكمن في عقلية رئيس الحكومة في التدبير"، مؤكدا بأنه "يطغى على عقلية بنكيران الطابع الحزبي وتوظيف الحكومة لذلك" وأضاف ذات المصدر بأن شباط أكد للملك بأن "بنكيران لا تتوفر فيه شروط رئيس الحكومة الذي يستطيع أن يجمع ائتلافا حكوميا"، لأنه يتصرف كرئيس لحزب وليس كمكون من أغلبية تتكون من أربعة أحزاب.
كل هذه التصريحات النارية دفعت متتبعين إلى التساؤل: كيف لزعيم حزبي مشارك في الحكومة كال السباب لرئيسها أن يستمر داخلها، أو ينتظر من الملك ردا آخر غير جمع وزراء الاستقلال لحقائبهم ؟ في انتظار سيناريو بديل مفتوح على كل الاحتمالات.