علمت "كود" من مصادر قضائية أن النيابة العامة بمراكش أمرت بحفظ ملف نجلي وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، بعدما تقدمت كلا من الادارة العامة للأمن الوطني، والمواطن المعتدى عليه من طرف النجل الأكبر للوكيل، بالتنازل عن المتابعة القضائية. وكان الأستاذ أحمد بودالية وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، قد أمر شخصيا باعتقال نجليه إثر علمه باعتدائهما على سائق سيارة، قطع خط طريق سيرهما، كما اعتدا ابنه الأكبر على شرطي مرور، إثر مطالبة هذا الأخير لابن القاضي بتقديم أوراق السيارة.
وتعود تفاصيل القضية إلى الأسبوع قبل الماضي، عندما كان نجلي الوكيل -28 سنة و22 سنة- على مثن سيارتهما، حيث قطع خط طريقهما مواطنا كان يسوق سيارة من نوع "بارطنير"، ووقعت مشاذاة كلامية بين السائقين قبل أن تتطور، إلى اعتداء الابن الأكبر للوكيل على غريمه، لينقل على إثرها إلى المستشفى، وعند وصول شرطي المرور إلى عين المكان ومطالبة المعتدي بأوراق السيارة، رفض هذا الأخير الامتثال، وصب جام غضبه على الشرطي، وصرخ فيه وجهه:" واش ماعرفتيش شكون أنا.. أنا راه ولد الوكيل".
وفور علم وكيل الملك بالحادث أمر بإعمال القانون، وتقديم نجليه إلى النيابة العامة في حالة اعتقال، وبعد تدخل أطراف عدة على الخط لثني الوكيل، اضطر لتوقيع الأمر بالاعتقال بنفسه.
وإثر اعتقال نجلي الوكيل، تمت إحالتهما على السجن المدني لمراكش، حيث أمضيا فيه ثلاث أيام، قبل أن تتوصل النيابة العامة بتنازل من الادارة العامة للأمن الوطني، وتنازل من طرف السائق الذي اعتدي عليه، ليتم إطلاق سراحهما، وبعد ذلك، تم حفظ الملف.
وكان وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، قد توصل برسالة من الصبار رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، أثنى فيها على أحمد بودالية، الذي انحاز إلى جانب العدالة ضدا على عاطفة الأبوة، وكان مثالا ونموذجا قل نظيره في هذا الزمان.