حالة من الاستنفار عاشتها المصالح الصحية بإقليم قلعة السراغنة، الأسبوع الماضي، وذالك بعد اكتشاف ڤيروس غريب، نقل على اثره أحد الأشخاص المكلفين برعاية الأبقار بإحدى الضيعات التي تعود ملكيتها لابن برلماني معروف في المنطقة، في حالة خطيرة وفي سرية تامة الى مستشفى ابن طفيل بمراكش. وتعود تفاصيل الحادث، عندما فوجئ صاحب الضيعة المتواجدة بدوار اولاد عموش التابع ترابيا لقيادة زمران الشرقية والذي يعمل كبيطري، وابن برلماني معروف بالمنطقة، بنفوق بقرة في ظروف غامضة، مما دفعه الى طرح العديد من التساؤلات على المكلف برعايتها، والمسمى "لحبيب لگعيدة" والبالغ من العمر 35 سنة متزوج وأب لأربعة أبناء ويقطن بدوار عمور قيادة زمران الشرقيةسيدي رحال دائرة تملالت، والذي لم يكن يعلم السبب وراء نفوق البقرة.
البيطري، وحتى يقطع الشك باليقين، طلب من الشاب تشريح البقرة، ليتضح فيما بعد إصابتها بڤيروس غريب، دفع صاحب الضيعة بإحراقها ودفنها مستعينا بمادة الجبس (الجير) لتجنب ان تتسبب في نقل الڤيروس الى باقي القطيع مع العلم ان الضيعة تضم كذاك عددا كبيرا من الدواجن.
وبعد مرور يومين على الحادث، حسب مصدر مطلع ل"كود"، ظهرت أعراض غريبة على الشاب المكلف برعاية القطيع والذي اشرف من قبل على تشريح البقرة، الأعراض التي تمثلث في (ارتفاع غريب في درجة الحرارة، وظهور بقع جلدية)، الشئ الذي تطلب نقله على وجه السرعة الى مستشفى السلامة بقلعة السراغنة لتلقي العلاجات الضرورية، والتي تبين معها عجز المستشفى عن تقديمها، وبالتالي ضرورة نقله الى مستشفى ابن النفيس بمراكش، حيث رفض مسؤولو المستشفى المذكور استقباله لأسباب مجهولة، مما لم يدع خيارا آخر من نقله الى مستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس.
الفحوصات الأولية التي باشرتها الفرق الطبية بالمستشفى المذكور، تبين معها الحالة الخطيرة التي يعاني منها الشاب، قبل ان يتقرر وضعه بقسم الإنعاش في غرفة انفرادية وتحت حراسة مشددة، بعدما تبين للطاقم الطبي المشرف على علاجه، إصابته بڤيروس خطير ينتقل بسرعة بين الحيوانات والبشر ويعتقد انه ( la maladie du charbon )، فيما رجحت مصادر مطلعة اصابته بمرض جنون البقر.
وفي محاولتنا ربط الاتصال بمسؤولي مستشفى ابن طفيل، ظل هاتف مدير المستشفى "هشام نجمي " يرن دون جدوى، فيما اكدت مصادر طبية بنفس المستشفى طلبت عدم الكشف عن هويتها ان الأمر تحيطه سرية تامة، ولم يتم تشخيص الڤيروس الى غاية ليلة امس الأربعاء 24 ابريل الجاري، فيما اكدت مصادر مطلعة ان السلطات الولائية بمراكش طلبت عدم اطلاع الرأي العام المحلي والوطني على هذا المشكل.
الحادث خلق موجة من الهلع والذعر، وسط مربي الأبقار بإقليم قلعة السراغنة والنواحي، خصوصا بعد موجة التعتيم التي تحيط به السلطات الصحية والمحلية هذا الخبر، فيما اكد مصدر بيطري ل"كود" ضرورة تلقيح أبقار الضيعات بالمنطقة المحيطة بمكان الحادث، وعلى الأقل يضيف مصدرنا إجراء معاينة على القطيع بالضيعة المذكورة.
الى ذلك، علمت "كود" من مصادر مطلعة من قلعة السراغنة، ان صاحب الضيعة المعروف بنفوذه بالمنطقة، يتهم خصومه السياسيين وعلى راسهم عامل اقليمقلعة السراغنة، بتسييس الحادث ومحاولة النيل من سمعته بالإقليم.