سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"كود" تنفرد بكشف "أبلغ" رسالة من مطيع إلى السلطات المغربية ومحاولة إدخال أسلحة إلى المغرب عبر القطار وتدريب عناصر عليها بباريس أمام أعين السلطات الفرنسية.. معطيات صادمة
حصلت "كود" على مقتطفات جديدة من مذكرات رفاق عبد الكريم مطيع، تحمل عنوان "شذرات من تاريخ حركة الشبيبة الإسلامية المغربية"، تتحدث عن ما كان يجري في الدورات التكوينية والفكرية التي كانت تعقد في "ميري دو مونتروي" بالعاصمة الفرنسية باريس. وجاء في إحدى هذه المقتطفات "ما اشتهر به أحد المقرات للشبيبة الإسلامية المغربية بفرنسا، وبالضبط في "ميري دو مونتروي" بباريس، الذي كان يطلق عليه اسم (الكانون)، أنه كان حضنا للإعداد الفكري، وانتقاء الأشخاص، وتمحيص من هم استعداد للذهاب بعيدا واعتماد فكرة الجهاد والعمل المسلح. ويمكن اعتبار هذا المحضن، (الذي لم يكن يخفى عن أعين سلطات الأمن الفرنسي)، آنذاك بحكم تواجده في منطقة سكنية وكان يعرف رواجا كبيرا سواء بالليل والنهار، القاعدة الحلفية لتخريج المجاهيدن المحتملين، حسب المصدر نفسه. ففي كل مرحلة كان يشرف على الدورات التكوينية بعض قياديي التنظيم، وتتم دراسة عدد من المراجع الفكرية والتنظيمية والثورية كان الشيخ مطيع انتقاها وأعدها لهذا الغرض، ومن جملة الدراسات المعتمدة، تضيف المذكرات، "كتب ومطبوعات تتناول الثورة البولشيقية، والثورة الفرنسة، وكذا تجارب عدد من ثوار المراحل السابقة من أمثال غاريبالدي، وبلانكي، وشي غيفارا. وبونشي فيلا، وزاباتا، وغيرهم من الثوريين، وكذلك الأفكار الثورية والطرق المعتمدة، بداية بحرب العصابات والانتفاضات بالمد، إلى العمليات العسكرية النوعية. وكانت كل هذه الدراسات والأفكار يتم التطرق إليها مقارنة مع التجارب الانقلابية وغيرها من المؤامرات والدسائس السياسية، ومع نهاية كل مرحلة كان يحضر الشيخ مطيع وتتم مناقشة بعض الأفكار، وتعطى الكلمة لمن أراد أن يعبر عن مواقفه وبعدها تؤخذ المواثيق، والبيعة، والقسم، وتوزع المهام". ذات مرة، حسب المذكرات، "حضر وفد من المغاربة وهم شباب في عمومهم من مدن المغرب إلى فرنسا، وكان لهم هدف، كما كان لمطيع هدف آخر. كان هؤلاء القوم يرغبون في فتح حوار مع الشيخ حول إمكانية العمل من داخل المغرب، وخلق تنظيم جديد قوامه العلنية واحترام قوانين البلد، لكن مطيع أخضعهم، بعدما تعلل بعدم وجوده على التراب الفرنسي تحاشيا للقائهم، إلى دورة تدريبية من هذا النوع، فرض عليهم البقاء ب (الكانون) لمدة أكثر من خمسة أيام دون الخروج، فيما تكلف رفقاء مطيع على الاختلاء بكل واحد منهم ومعرفة خفاياهم بالطريقة المعروفة (ضرب أقوال بعضهم ببعض، وتم تفتيش أمتعتهم سريا لمعرفة كل شيء عنهم، ولما تبينت أهدافهم وماهم عليه، اختتم اللقاء بدورة تدربيبة على بعض الأسلحة الخفيفة (مسدسات من نوع براونينغع، وكلاشينكوف، وبعض أنواع المتفجرات).. فك وتركيب دون رماية بالطبع، لأن كل ذلك جرى ب (الكانون)". وما إن اكتشف الوافدون من المغرب الأسلحة والمتفجرات مع ما سبق من أيام الدورة الفكرية، وكل ذلك على التراب الفرنسي أي في باريس العاصمة، حتى اقترحوا إعطاءهم مهلة في العودة إلى المغرب وبعدها يمكن اتخاذ القرار. تبخرت بعد هذه الصدمة التي لم يكونوا ينتظرونها، تشرح المذكرات، كل أمانيهم في استدرار أموال الشبيبة أو استغفال عناصرها، وفي يوم رحيلهم اقترح عليهم رجال مطيع اصطحاب بعض القطع المسلحة معهم إلى المغرب، خصوصا أنهم عائدون عبر القطار، فتنصلوا من ذلك في الوقت الذي وجدوا أنفسهم مضطرين لحمل أعداد من مجلة (المجاهد) معهم إلى المغرب في ثنيايا أمتعتهم. تمت تأدية مصاريف عودتهم وشراء بعض الهدايا لهم، وقال مطيع في خلاصة لذلك، إنها أبلغ رسالة إلى السلطات المغربية".