إذا كان مطار الحسن الاول قد شهد الجمعة الماضية مواجهة بين ناشطين قادمين من لاس بالماس على متن "بينتر" حاملين لراية البوليساريو وصور المدانين في احداث اكديم ايزيك، فان قصر المؤتمرات الجميل الذي دشن لافتتاح الدورة الرابعة لمهرجان الداخلة السينمائي الرابع مساء امس قد كرم إحدى نجمات السينما في هذه الجزيرة باتريسيا الفاريس. الحدثان يظهران المد والجزر في علاقة المغرب بالجزر الإسبانية المتمتعة بالحكم الذاتي، فالحدث الاول يظهر تعاطف فئة من سكان الجزيرة مع أطروحة الانفصال، الى درجة استعمال العنف للدخول الى العيون كما حدث يوم الجمعة، إذ قرر حقوقيون الحضور الى العيون للمشاركة في مسيرة سلمية تضامنية مع المدانين في احداث كديم ايزيك، وقبل ان يصلوا حملوا علم البوليساريو وصور المحكوم عليهم، ولما منعوا بالقوة من الهبوط من الطائرة، دخلوا في مشادات وتبادل الضرب. النشطاء العشر كما كشفت صحرا ناو" لم يدخلوا المطار. وعلمت "كود" أنهم عادوا على متن نفس الطائرة التي تؤمن رحلة العيونلاس بالماس، كما ان بعض المسافرين المغاربة أجلت رحلتهم بسبب هذا الطارئ.
الحدث الثاني يظهر نوعا اخر من العلاقة بين سكان الجزيرة والمغرب، فقد حظيت سينما لاس بالماس بتكريم نجمتها باتريسيا الفاريس بحضور مسؤولين عن القطاع ووسائل الإعلام المحلية، كانت لحظة التكريم قوية، اظهر بكار رئيس المجلس الإقليمي للداخلة ديبلوماسية كبيرة وهو يستغل بالحسناء باتريسيا بلسان إسباني ويمرر رسائل سياسية عن مغرب منفتح يحب الثقافة ويعشق السينما وينعم بالاستقرار ويرغب في تطوير علاقاته مع الجزر. نفس المطمح عبر عنه مسؤول بقطاع السينما في الجزر.
إذا كانت حقوق الانسان تبعد تقارب المغرب مع لاس بالماس فان السينما والاستثمار قادرتان على إذابة الخلافات