كانت ومضة آلة التصوير وعدسة الكاميرا سببا في تعاستهن وتحول جذري في حيواتهن، لحظات من الحميمية والاحتفال البريء بأجسادهن، وهو حق يدخل في صميم حرياتهن الفردية، سرقت وانتشرت كالنار في الهشيم على صفحات الفايسبوك، من قبيل “سكوب مراكش"، و"سكوب سطات"، وعلى إثرها انقلبت اوضاعهن رأسا على عقب. بشرى و"واللوك" الجديد
الحديث هنا عن بشرى وهند وأخريات. أغلبهن فضلن درء الفضيحة بالعزلة، فيما أخريات حاولن الانتحار، واخريات غيرن أشكالهن، فبشرى مثلا، نشرت لها ثلاث صور للحظات حميمية مع صديقها وليد، يظهران فيها مستسلمان لمتعة التقبيل على الطريقة الفرنسية غير عابئين بمن يحيط بهما، في ناد ليلي في الدارالبيضاء، اما الفاعل، ناشر الصور، فهو ليس إلا واحدا من ثلاثة من الشلة التي كانت برفقتها هي وصديقها، لكنها لم تستطع ترجيح كفة الاتهام لواحد من الثلاثة امام حالة الفزع التي انتابتهان وخوفا من افتضاح أمرها في وسط أسري ومجتمع لا يرحم، فلم تأخذ كثير وقت للتفكير في الحل، لما اهتدت على الفور الى حيلة بسيطة، عطلت حسابها على الفايسبوك ثم اتجهت الى اقرب صالون تجميل لتغيير قصة شعرها ولونه، ثم اقتنت عدسات لتغيير شكل عينيها، وغيرت كل الاماكن التي ترتادها، وفي انتظار انقضاء السنة الدراسية، أقنعت والدها بتسجيلها في معهد بالدارالبيضاء، بعيدا عن مراكش لمتابعة دراستها.
هند و"فحص العذرية"
حكاية هند أكثر قسوة، من حكاية بشرى، فالفتاة السطاتية التي كانت ضحية “الحمار المقنع"، مدير صفحة “سكوب سطات"، الذي نشر لها صورا وهي بملابس سباحة في أحد مسابح مراكش، وهو لباس في نظرها ليس مشكلا عويصا، لكن المشكل هو في التعليقات التي رافقت نشر الصورة، وهي التعليقات التي مست شرفها من قبيل أنها فتاة تمتهن الجنس، وتأتي الى مراكش نهاية كل اسبوع “باش تدبر على راسها"، بتسعيرة معينة
هند لم تكن لها أي معرفة بوجود الصفحة، عرفت ذلك من خلال أخيها الأكبر ووالدها، لما اقتحما عليها غرفتها وشرعا في رفسها وإشباعها ضربا، حتى أغمي عليها، ، اما حكاية صك الاتهام، أي الصورة، فقد أكدت لوالدها ان تعود الى تاريخ زيارتها لمراكش بموافقتها قبل أشهر، لكن الأب لم يقتنع، فاصطحبها بإذلال الى عند طبيب اختصاصي في أمراض النساء والتوليد، من أجل غجراء كشف للعذرية، الطبيب سلم لابيها نتيجة الفحص : « إبنتك عذراء"، لكن حكايتها لم تنتهي هنا، حيث أن ابيها الذي “تشوهت سمعة اسرته" منعها بشكل نهائي من الخروج إلا من أجل العمل، مع اعتماد مراقبة لصيقة لتصرفاتها.