تناسلت في الفترة الأخيرة مجموعة من الأخبار المتعلقة بقضايا مرتبطة بحقوق الانسان بالصحراء والتي تم تداولها في مجموعة من وسائل الاعلام سواء المغربية أو الموالية لجبهة البوليساريو و التي لم تكن سوى ادعاءات و مزاعم دعائية أثبت بالملوس درجة التيه التي باتت جبهة البوليساريو و إعلامها يتخبطون فيها. أول مظاهر تخبط الجبهة و إعلامها كانت مع تسريب خبر لوكالة الأنباء الفرنسية حول عزم المقرر الأممي الخاص بحرية الرأي و التعبير الكواتيمالي فرانك لارو زيارة منطقة الصحراء أواخر شهر نوفمبر الماضي في مهمة استطلاعية تروم اختبار مدة التزام المملكة المغربية بتطبيق تعهداتها الدولية في مجال حقوق الانسان ، وهو الشيء الذي لم يحصل و تأكد أنه مجرد كذبة من بنيات أوهام الجبهة و أبواقها وقد نفت "كود" الخبر في حينه استنادا على معلومات استقتها من مصدر حقوقي أكد لها تأكيد طاقم فرانك لارو على عدم نية هذا الأخير زيارة المنطقة وأن مثل هذه المهمة غير مسطرة في جدول أعماله لسنة 2012.
خبر زائف آخر تم ترويجه من طرف وسائل إعلام البوليساريو وصفحات نشطائها على الانترنت في الآونة الأخيرة ويتجلى أيضا في عزم منظمة مراقبة حقوق الانسان الأمريكية هيومان رايتس ووتش القيام بزيارة ميدانية لأقاليم الصحراء من أجل تفقد أوضاعها و التقرير عنها ، لكن الأيام أثبت أنها مجرد محاولة تضليلية يائسة نفاها مصدر من تمثيلية المنظمة الأمريكية بالرباط والذي سبق وأن أكد ل "كود" خلو برنامج المنظمة من مثل هذه الزيارة سواء تعلق الأمر بمقرها المركزي بواشنطن أو لدى طاقمها بالرباط.
الكذبة الثالثة المرتبطة بقضايا حقوق الانسان والتي تناولتها مواقع الجبهة و بعض المواقع المغربية من بينها "كود" وتبين فيما بعد زيفها و الأهداف الدعائية وراءها والتي نفتها الخارجية المغربية عبر وكالة المغرب العربي للأنباء تتمثل في نشر خبر حول فقدان المغرب لمقعده في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بجنيف وهو ما لم يحدث بحكم أن المغرب أصلا غير عضو في المجلس المذكور خلال هذه الولاية وأن الترشيح الذي تقدم به على هامش استعراض التقرير الدوري الشامل حول حقوق الانسان بالمغرب شهر ماي الماضي يهم الفترة الممتدة بين سنتي 2014 و 2016 .
آخر الابتكارات الكاذبة التي خرجت علينا بها جبهة البوليساريو و إعلامها و التي بدأت تثير نقاش وسط أنصارها و نشطائها حتى بدأت بعض المواقع المعارضة لقيادة الجبهة تتساءل عن مصداقية و أهلية بعض مسؤولي الجبهة بالخارج الذين يسربون معلومات زائفة تهدف إلى تلميع صورهم و إبرازهم كمناضلين أكفاء يحققون نتائج باهرة لفائدة القضية ،-آخرها- الحديث عن تعيين البرلمان الأوروبي لمقرر خاص حول حقوق الانسان بالصحراء وهو البريطاني الموالي للبوليساريو تشارلز تانوك، في الوقت الذي لم يصدر فيه البرلمان الأوروبي أي بيان يؤكد الخطوة كما لم يصدر عن المملكة المغربية أي رد فعل تجاه الأمر الذي لو حدث لكان سيشكل نكسة كبرى للمغرب في البرلمان الأوروبي و لكان أثار نقاش و ردود أفعال حقيقية و متباينة على المستوي المغربي سواء الرسمي أو المدني .
يبدو أن شماعة حقوق الانسان التي ما فتئت البوليساريو ترفعها بدأت فعليا تفقد بريقها و جاذبيتها على المستوى الدولي و هو ما دفع بعض الحالمين من نشطائها إلى ابتداع مجموع من الأخبار و الأحداث من أجل ضمان التأثير ، على الأقل على المستوى الاعلامي الدعائي ، في مسار التفاعل الذي تمر منه قضية الصحراء خصوصا عقب زيارة روس للمنطقة و تقريره لمجلس الأمن أواخر نونبر الماضي و تصريحه أمامه أنه غير مفوض لتناول قضايا حقوق الانسان وأن ذلك يرجع إلى مجلس الأمن و باقي هيئات الأممالمتحدة المختصة.