في 13 يناير ستقع الثورة في المغرب، انشرها ولك الأجر والثواب، وها أنا أنشرها وأنتظر أجري. لكني لن أدعمكم إلا بمقابل، ولنتفق من الآن، الآن الآن وليس غدا، ولذلك علينا أن نجلس ونتفاوض، ونتحدث عن ما بعد 13 يناير، وعن المنصب الذي سأحصل عليه، بعد أن نقلب النظام قرب البرلمان، وبعد أن نطرد الحمام المشتغل مع المخزن، والذي يذرق من السماء على رؤوس الثوار. ولن أرضى إلا بصفة قائد وبحصتي مما سنستولي عليه، ولكي أكون صريحا معكم، فقد خذلوني في 20 فبراير، وبعد أن كنت في البداية في صفهم، انقلبت عليهم وصرت أهاجمهم، لأنهم نكثوا بالعهد، وهمشوني، وفضلوا علي أسامة الخليفي. قبل كل شيء أريد أن أتعرف عليكم، إذ لا يكفي الفيديو القديم الذي نشرتموه، لقد سبق لي أن تفرجت عليه قبل مدة، وهذه مجرد إعادة له، ولا تكفي تلك الصفحة في الفيسبوك، لأن من شروط التفاوض أن يجلس الطرفان إلى نفس الطاولة، وبعد ذلك يمكن أن نقوم بالثورة، ونخرج معا، ونقلب الدولة عاليها على سافلها. ما أفهمه أنكم تسعون إلى دولة اللاسلطة، وأنكم ستخرجون أولا من أجل القضاء على حركة 20 فبراير، الرجعية والإصلاحية والتحريفية، وبعد أن تنتهوا من هذه المهمة الثورية، ستنتقلون إلى الخطوة الثانية، وهي قلب النظام، لكن قبل ذلك علينا أن نجلس، فأنا أيضا لي نفس الموقف، وأريد أن أطرد مناضلي حركة 20 فبراير من مدينة الرباط، فأينما وليت وجهي أجدهم، جاؤوا من مناطق بعيدة وسكنوا في الرباط، ليناضلوا كل يوم أحد، وبعد أن انتهى النضال وحل الربيع العربي في المغرب، وظهر أفتاتي، ظلوا هم في الرباط ورفضوا مغادرتها وامتنعوا عن العودة إلى بيوتهم، وهناك منهم من حصل على وظيفة ونسي الثورة، إلى أن ذكرتموهم بالأمر. عليكم أن تعلموا أني لن أنشر نداءكم إلا إذا اتفقنا على عدم المس بمناضلي حركة 20، فكيفما كان الحال هم أصدقاء ولطفاء، ولا يعني كونهم ليسوا ثوريين كفاية أن نتخلص منهم نحون الثوريين، الأناركيين، وعلينا أن لا نكون إقصائيين، ونعترف لهم بفضل أنهم هم أول من بادر. وإذا ما اجتمعنا وتفاوضنا يمكن لي أن أتقدم لكم باقتراح قابل للنقاش، وهي أن نشغل 20 فبراير مستشارين لنا في 13 يناير، بعد الاستيلاء على السلطة طبعا، وأن نعينهم في دواوييننا، نظرا للتجربة التي اكتسبوها والخبرة التي حصلوا عليها بالخروج كل يوم أحد. ولأني أعرف أنكم تلعبون في الفيسبوك، وأن الثورة أصبحت لعبة مسلية، ومجرد فيديو مترجم إلى الفرنسية، وأنها تأتي مرة في السنة، فإني أحذركم من هذا المنبر، وأخاطب قياداتكم الثورية المكونة من الأشباح، وأقول لكم إما أن أحصل على نصيبي وتعينوني دون انتخابات في مجلس الثورة، وإما سأسجل فيديو لأخرج قبلكم، وفي رأس السنة بالضبط، وقبل أن يطل يناير، وأخبركم أني سألوي عنق ذلك الرأس وأخنقه، كي لا تأتي 13 يناير، وإنها لثورة حتى النصر، والمجد لي وللجماهير التي ستتبعني في تلك الليلة الموعودة، التي سنفعل فيها الأفاعيل وندوخ، إلى أن ينقلب العالم كله رأسا على عقب، وليس المغرب وحده