محمد الشيخ بن محمد ،شاب موريتاني ، جريمته مقال في موقع آفاق، فحواه التمييز بين الدين والتدين ،وبين أحداث مستقاة من سيرة الرسول الرسمية ، سيرة إبن هشام ، وأحاديث من أصدق كتاب بعد القرأن ، البخاري وأحاديثه الصحيحة التي تناولت معركة بدر وماتلاها ،ومجزرة بني قريظة ،وما أعقبها. الشاب محمد ،في مقاله المنشور بتاريخ السابع من فبراير سنة 2014،لم يتعرض لشخص نبي الإسلام بسوء، ولم يمس الذات الإلهية ، ولم يسب الصحابة، ماأورده في مقاله,لا احتقار فيه ولاتنقيص ،كلام مأخود من أمهات الكتب الإسلامية. قضت محكمة الجنايات بمدينة نواذيبو شمال موريتانيا برئاسة القاضى عبد الله ولد شماد ,فجر اليوم الخميس بإعدام محمد ، وذلك إستنادا إلى المادة ثلاثمائة وستة واربعمائة وتسعة واربعين التى تحيل للشريعة الاسلامية من القانون الجنائى الموريتاني، التى تستند على الشريعة الإسلامية فى إعدام المرتد والمسيء للنبي . بُعيد صدور الحكم ،أغمي على محمد ،وتم نقله إلى المستشفى، وتقافز الحاضرون في قاعة المحكمة فرحا ،وكأنهم قد فتحوا روما ، وشهدت شوارع المدينة الشمالية الموريتانية افراحا من خلال مسيرات بالسيارات ومسيرات راجلة رغم البرد القارس وذلك انتصارا للرسول، وكأن هذا الأخير لايُنتصر له إلا بقتل الأخر،ومنعه من حق التعبير. هؤلاء القوم الفرحون ،تناسوا أن نبي الإسلام ،في مراحل دعوته الأولى ،قد جنح للحوار والنقاش، ودعا إلى مجادلة الأخر بالحكمة والموعظة الحسنة ، وصبر على إساءة الأخر ،فكان يرد بالحجة ،أو يعرض عن المسيئين المستهزئين. إن الإقصاء والقتل هو سبيل من لايملك حجة يدافع بها عن فكره ومعتقده ودينه ، أما الواثقون من أنفسهم ، العالمون بصلابة أفكارهم ، فيدفعون الشبهة بالعلم ، وينافحون عن دينهم ،بالحجة والكلمة الطيبة،عوض القنابل والرصاص والأحكام الجائرة. محمد تاب واعتذر ، وماكان ينبغي له ذلك ،فما ارتكب جرما ،ولكن شبه لهم ،وقولوه مالم يقل ، وطلب الصفح ،لكن قلوب الحاقدين لم تسمع نذائه، فيفي آذانهم وقر ،قفل الله على قلوبهم ،فهم لايعقلون ولايرحمون، يسيؤون لدينهم معتقدون أنهم مصلحون . للنبي رب يحميه ،من أساء إلى نبيه ،فهو قادر على أن يخسف به الأرض أو أن يجمد الدماء في عروقه ، قبل أن يرتد إليكم البصر، الله ونبيه ليسوا في حاجة لمن يدفع عنهم ظلم الظالمين..إدفعوا ظلم حكامكم ،واصلحوا أموركم ،وتحلوا بالخلق الحسن، أما أعداء الله ،فهو عليهم قدير شديد..