سأحاول اليوم أن ألبس قبعة المنجمين الذين يقرؤون الغيب والمستقبل..هي مهنة قريبة إلى الصحافة لان المطلوب من الصحافي هو بعد النظر وتوقع المستقبل وتحليل الظواهر الاجتماعية و تقصي الخبر والحقيقة.. الفارق بين المنجم و الصحافي هو أن الأول يمكن أن يربح الأموال الطائلة بسهولة وقليل من الذكاء و المكر وقراءة الفنجان فيما الكاتب الصحافي يظل يدور في فلك الزلط و الأزمة إلى أن يفرجها الله عليه بمنصب.. سمعنا من قال أن وفاة الزايدي و عبد الله باها سيتبعها رحيل سياسيين آخرين وسيلحقها أيضا موت فنانين معروفين آخرين.. لم نكن نعرف هذه الحقيقة التي نزلت علينا وحيا من السماء حتى جاء من يقولها لنا..إن سياسيين سيموتون في المستقبل وفي القادم من الأيام وإن فنانين آخرين سيموتون..كأن القضية تتعلق بكائنات لا تنفى خالدة ..يا ألهي.. ما هو الجديد في هذه الرؤيا ؟ لاشيء غير اللعب بالكلمات واللعب بتوقعات عادية بسيطة روتينية لان في كل بلاد العالم يموت يوميا سياسيون وفنانون وكتاب وشعراء ورياضيون وكبار المجرمين .أين المشكلة حتى نقول توقعوا موت سياسيين آخرين بعد الزايدي و باها؟. طبعا سيموتون كما يموت بني آدم ..هذه السنة و السنة التي بعدها أو بعد عمر طويل..تحصيل حاصل . لماذا نخلط الخرافة بالواقع ؟ برلمانية مغربية قالت أن باها لم يمت في حادثة قطار والدليل على ذلك أنها رأته في المنام وهمس لها يفشي السر .. كنا نعتقد أن الشيخ عبد السلام ياسين هو وحده من يرى في المنام الأشياء فتحدث القومة في 2007 .. أنا المنجم أقول لكم اليوم هنا والآن أن الشمس أن شاء الله ستشرق من المشرق و سوف تغرب في المغرب و أن البنات والبنون سيذهبون إلى المدرسة ومنهم من سينجح ومنهم من سيرسب في الامتحان وسوف يكسر تلميذ يحمل جينات المجرمين رأس معلم فيما سيغتصب معلم آخر يحمل جينات البيدوفيل طفلة فقيرة .. سيتزوج أشخاص فيما سيطلق آخرون. سوف تخرج إلى القاعات أفلاما سينمائية جديدة منها ما هو رديء ومنها ما هو جيد ..وسوف تصدر دور النشر كتبا وروايات ومؤلفات في الشعر والموسيقى والتشكيل والسياسة والتاريخ وفي الطبخ والأثاث المنزلي وطب الأعشاب .. سوف يخرج لنا من حين لأخر الفقيه المقاصدي قاصدا إفساد حقنا من متع الحياة الفانية يشتم النساء " العاهرات" و الفاسدات الكاشفات عن صدورهن و سيقانهم و مؤخراتهن .. سوف يتحرش الحاج صاحب الضيعة وصاحب الدينار من أثرالسجود بالبنت العاملة الزراعية الحسناء الكادحة ..سوق تتعرض صحافية مغربية جريئة ..زهور باقي أخرى ثانية إلى التحرش والاعتداء في الشارع . سوف تصدر الشرطة القضائية مذكرات بحث في حق مجرمين ونصابين هربوا من العدالة . سوف تحفر قبورجديدة كل يوم و يولد مواليد كل يوم وليلة في المستشفيات والمصحات والمنازل في المدن والأرياف.. سوف يعين مقربون يولدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب في مناصب عليا في الدولة.. سوف نقرأ في الصحافة عن نساء ذبحن أزواجهن ورجال ذبحوا نسائهم .. سوف تفتح مقاه جديدة في الحي الذي اسكن فيه . سوف تزداد بارات الرباط قذارة وبخلا وبؤسا . سوف تعلن المندوبية عن عدد سكان المغرب. سوف نسمع برامج هابطة في الإذاعة .وسيخاصم المدرب فريقه ويطرده الرئيس وسوف تعلب الوداد مع الرجاء ويحضرجمهورغفير.وسوف يقول معلق الكرة في التلفزيون " التشاعدل التشاعدل هو نتيجة المقابلة".. سوف يصلي الأمام بالناس يوم الجمعة ويختم بالدعاء المكرر الذي لم يمل منه منذ 50 سنة وهو يكرره و يكرره بلا ضجر. سوف يطرح النائب البرلماني السؤال و سوف يجيبه الوزير ويشكره. سوف يأتي بلعمان ويذكرنا بأن الربيع قد أتى وتزهر الحقول والبساتين . سوف يلعب الأطفال بالهواتف الذكية عوض اللعب بالأغصان والطين . سيبيع جزارون اللحوم الفاسدة والحمير المذبوحة ليربحوا مالا أكثر. سنسمع عن منجمين يحللون وينظرون ويفقهون في رحيل الزايدي وباها.. عليكما الرحمة عليكما الرحمة.. فقيدانا .