حرصا مني على مشاهدة القيم وهي تلعب الكرة، تسمرت أمس أمام الشاشة لأتفرج عليها وهي تسجل الأهداف مع المنتخب الوطني في لقائه الودي ضد الطوغو، لكنها للأسف لم تكن حاضرة ولم يقحمها رشيد الطاوسي، كما كان الحال حين تألقت أمام الموزمبيق وسجلت أربعة أهداف. مع مرور الوقت بدأت أشك، وقلت مع نفسي لابد أن اللاعبين ارتكبوا معصية هذه المرة، فكلما كان اللاعب العربي يصوب نحو المرمى تطير كرته نحو السماء، كأن شخصا خفيا كان يحول دونه والشباك، وكأن لعنة كانت تعوج تسديداته. وعندما سجل أديبايور هدفه الجميل، تأكدت بالملموس أن اللاعبين لم يصلوا وأن الطاوسي لم يرفع أكف الدعاء كي ندحر الأعداء، ولو فعل ذلك لما حصل ما حصل. ماذا سيقول الطاوسي الآن للمحلل الرياضي في جريدة التجديد، الذي هلل في المقابلة السابقة لاستدعاء القيم، بينما تخلى عنها المدرب يوم أمس، لا بد أن حسابه سيكون عسيرا مع جريدة بنكيران، وسينتقدونه لإهماله القيم وعدم إشراكها. لا أحد ينفي أن القيم لاعب جيد، لكن الأخبار تقول إنه فضل ناديه على المغرب، ولم يحضر، ولذلك لم نسجل ولم ننتصر في لقائنا الودي. وهناك خبر آخر يقول إن الطاوسي كان مشغول البال، ويفكر في نهائي كأس العرش ضد الرجاء البيضاوي، وأن كل صلواته ذهبت في هذا الاتجاه، ونسي أن يدعو إلى الله في مقابلته ضد الطوغو، إذ يصعب على القيم أن تلعب مقابلتين وفي نفس الأسبوع. القيم هي الأخرى تتعب، وعلى الطاوسي أن يختار، إما الجيش الملكي أو المنتخب، ولتنتصر القيم علينا أن نمنحها الراحة وألا ننهك طراوتها البدنية، وأن نركز صلاتنا في اتجاه واحد، ومن الأفضل أن لا نلعب بها إلا في المباريات التي تكون ضد خصم من الخارج، لأن المفروض في القيم أن تكون محايدة وليست في صف أحد، كلما تعلق الأمر بتدافع بين فرق الوطن الواحد، أليس كذلك. بعض المحللين يرون أن الطاوسي فضل أن لا يتعب القيم في لقاء ودي، واختار أن يحتفظ بها للمباريات الحاسمة، وقد شاهدها أحدهم جالسة على كرسي الاحتياط، وهناك من يفسر غيابها بأن الدعاء على الخصم لا يجوز شرعا في مثل هذا النوع من المباريات، وأن الفريق المضيف، وبما أن اللقاء ودي، من واجبه أن يكرم ضيفه ويفرغ المرمى له كي يسجل، ويعود إلى أهله يحكي عن روعة المغاربة. لم تكن جريدة التجديد معنية يوما بالرياضة والثقافة، وحين رأت القيم تلعب وتنتصر خصصت للمنتخب افتتاحية تمتدح فيها هذا اللاعب المميز، الذي لم يسمع به أحد من قبل، وكانت تنوي أن تخصص له صفحة في اليوم، إلا أنه ومع هذه الهزيمة الودية فإننا نتوقع أن تصمت التجديد ولا تتحدث عن الموضوع، إلى أن تظهر القيم مرة أخرى ونفوز، فالقيم لمن لا يعرفها لا يلاحظها المرء إلا في حالة الانتصار، وكلما خسرنا، فهذا يعني أنه لم تكن حاضرة وأنها تعرضت لإصابة في الركبة بعد تدخل عنيف من لاعب علماني