يا حضرة "اللص غير المحترم"، كن من تكون رجلا أو امرأة، ذكرا أو أنثى، سأمارس عليك سلطة واحدة فقط، سلطة الكلمة النبيلة، الكلمة الصادقة والمعبرة، النابعة من القلب، أخاطب فيك الضمير الغائب، وليس شخصك غير الموقر، الذي ارتكب السرقة في صمت ودون اي انزعاج. يا حضرة "اللص غير المحترم"، لتعلم أنني شخصيا لا أستطيع فعل ما فعلت، رغم كوني طالبا جامعيا، فقيرا ومحتاجا أكثر منك إلى المال، ولا منحة دراسية لي، إلا أن لي أخلاقا تعلمتها في صباي: تمنعني من الإقدام على مثل جريمتك الشنعاء.
حضرة "اللص غير المحترم"، أقدم لك كل عبارات الشكر والتقدير، نيابة عن شخصي، وأصالة عن نفسي، على صنيعك الجميل والرائع، والذي دخلت به التاريخ من أضيق وأوسخ أبوبه للأسف الشديد سرقت من محفظة طالب جامعي مبلغا يصل ال 300 درهم مغربية، 3 دولارات أمريكية فقط.
حضرة "اللص غير المحترم"، فعلتها بوجه أحمر، لم تتردد لحظة في اغتصاب حرمة مكان تدرس فيه الصحافة، ويكون فيه طلبة لواحدة من المهن النبيلة: الصحافة، أولم تفكر ولو للحظة أنك تزرع بذور الشر والرذيلة في مكان كان من المفروض أن يتلقى فيه الطلبة قيم الديمقراطية والشفافية والرأي الحر والنزاهة، فأنت بخستك أيها العلج أستسمح وزير الإعلام العراقي الأسبق محمد سعيد الصحاف في استعمال هذا المصطلح دنست شرف هذا المكان، وبماذا؟ بسرقة طالب لا حول ولا قوة له، سرقة مصروفه الشهري البالغ فقط 300 درهم مغربي.
أيا حضرة "اللص غير المحترم"، كن رجلا أو امرأة، ذكرا أو أنثى، لن أتسامح معك، ولتعلم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الإله حجاب، فماذا فعلت؟ سلبت طالب علم ماله؟ وبعد؟ انتهت ال 300 درهم، فماذا ربحت؟ لا أعلم من أي البشر أنت؟ محال بل عار أن تكون أنت من أبناء آدم وحواء؟
حضرة "اللص غير المحترم"، عندي إحساس قوي وقوي جدا أنك من طلبة المعهد، لا أعرفك بالضبط بالاسم، ولكن مع احترمي وتقديري لكل زملائي الأعزاء من طلبة المعهد الشرفاء، هذا الإحساس قوي وينمو، وهنا حقا أضع نقطة نظام لأدعو الجميع للوحدة الطلابية واتخاذ قرار تاريخي: قرار يقضي بطرد الطالب الجاني، وذلك إذا كان حدسي صحيحا، وكان الفاعل طالبا.
حضرة "اللص غير المحترم"، قد تكون ربحت المال، لكن اعلم أنك فقدت كل شيء، هل ستحترم نفسك أيها اللص/ الطالب بعد فعلك هذا؟ أكيد لا، فلتكن طالبا أو طالبة في المعهد، إلا أن رخيص القيمة، بسرقة زميل لك، من فقراء القوم، وبكل برودة أعصاب. في معهد عال يتعلم فيه الطلبة لاشتغال في رحاب صاحبة الجلالة، وليكونوا فرسانا في بلاطها، يقدم طالب على هذا الفعل، ما هذا المستوى الرديء؟
أغرقتني حضرة "اللص غير المحترم" في بحر من الأسئلة الحارقة، أعاني الآن من داء: "حرقة السؤال"، لا أعلم ما أقول لك في هذه الرسالة، لا أكذب عليك إذا قلت لك إنني أكرهك، أمقتك، أتمنى لك السوء كله، أتمنى لك الموت، أتمنى لك الشر كله، أحقد عليك بلا حدود، لا تتصور مدى المعاناة والألم الذي سببته لي.
حسستني يا حضرة "اللص غير المحترم"، بالحكرة، كما يسميها أشقائنا الجزائريون، طعنتني من الخلف، أنت جبان وكن من تكون أيها اللص الحقير، أنا لا أخافك ولا أخشاك ومستعد لمحاربتك، وكن من تكون، واعلم لا جازاك الله خيرا أن قوة الكلمة الصادقة التي منبعها القلب، بإمكانها الوقوف في وجه الشر.