اليساريون لا ينامون باكرا ويستيقظ معظمهم في وقت متأخر. اليساريون ينتظرون منذ مدة طويلة انتهاء البث التجريبي لقناة اليسارية، التي تحاول جاهدة أن تبدأ لكنها لا تستطيع، وأثناء ذلك يدندنون مع أحمد قعبور والشيخ إمام. اليساريون يعيش معظمهم في الفيسبوك، يناضلون فيه ويصدرون البيانات، ونادرا ما تجدهم في الشارع، وحين يظهرون في الحياة الواقعية، يفعلون ذلك بسرعة، كأنهم على عجلة من أمرهم، كي يعودوا مرة ثانية إلى الفيسبوك. اليساريون يشتمون بعضهم البعض في جرائد الغير ويشدخون رؤوس التحريفيين بالمطرقة ويقطعونها بالمنجل. اليساريون ليست لهم جريدة. اليساريون يحلمون بالماضي ويخرجون في مسيرات مع رفاقهم السلفيين. اليساريون يقيمون في فرنسا والمشرق العربي وينظرون للوحدة في مجلات خليجية. اليساريون يعقدون الأمل على نوبير الأموي. اليساريون يكبرون في الأصالة والمعاصرة ليخرجوا في الوقت المناسب. اليساريون سيعقدون مؤتمرهم ليختاروا بين المالكي وادريس لشكر. اليساريون يخافون من الليبرالية. اليساريون متجهمون أكثر من اللازم. اليساريون وحدهم دون خلق الله من يضيف نعوتا إلى الديمقراطية. اليساريون المستقبل عندهم يوجد في الماضي. اليساريون متدينون جدا على عكس ما تظن بسيمة حقاوي. اليساريون على خلاف دائم مع زوجاتهم المحافظات. اليساريون لا يعرفهم الشعب ولا يفوزون في الانتخابات. اليساريون لا يعترفون بأن الحياة لايمكن أن تعاش إلا بشكل يميني. اليساريون يتوبون في نهاية المطاف ويصوتون على بنكيران. اليساريون يتظاهرون بين الفينة والأخرى في الشوارع كي يفوز اليمين. اليساريون يتشعبطون في لحية ماركس مثلما يتشعبط سلفي في لحية الظواهري. اليساريون بلا أمل. اليساريون يجلسون إلى بعضهم البعض ويحكون بحنين عن بطولات الماضي. اليساريون لا يجب أن يتوحدوا، لأنهم مهما فعلوا سيظلون قلة. اليساريون يسألون عن الله كثيرا هذه الأيام. اليساريون يحتاجون إلى شعب يحبهم. اليساريون لا يصرخون في الوقت المناسب. اليساريون لم يؤمنوا بعد أن أمريكا أكثر ديمقراطية من الصين، وأن فقراء الرأسمالية أسعد من فقراء الاشتراكية. اليساريون اخترعوا سيارة لادا وركبوا غيرها. اليساريون يشربون الكوكاكولا بامتعاض ويدخنون المارلبورو بتأفف ولايقتربون من الهافانا لأنه تبغ النبلاء. اليساريون منشغلون بالإخوان المسلمين. اليساريون يظهرون بين الفينة والأخرى في التلفزيون. اليساريون تستضيفهم الجزيرة ليشهدوا على العصر. اليساريون مجرد شاهد في عالم لم يعد لهم. اليساريون لا يعتنون بأنفسهم ولا يغسلون ملابسهم ولا تضع نساؤهم أحمر الشفاه لذلك يمرضون كثيرا ويموتون في غفلة من التاريخ وحينما يستيقيظون يفعلون ذلك في وقت متأخر، متأخر جدا.