ينطلق موسم جوائز نوبل، في مطلع أكتوبر ومعه التكهنات التي عادة ما تسبق إعلان الفائزين، ولا سيما نوبل السلام المرموقة التي تحوم التكهنات بشأنها حول هلموت كول وسيما سمار وجين شارب، إلى جانب آخرين. وضاعفت لجان التحكيم هذا العام إجراءات السرية لمنع كشف أسماء الفائزين الذين يعلن عنهم رسميا، اعتبارا من اليوم (8 أكتوبر 2012)، مع نوبل الطب ثم تليها جائزة كل يوم لتختتم في الأسبوع التالي بنوبل الاقتصاد. ويصعب في العادة توقع الفائزين في مجالات العلوم كالطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد. لكن التكهنات تنهمر من كل حدب وصوب في ما يتعلق بجائزتي السلام والأدب الأكثر شهرة. وتشتهر الأكاديمية السويدية التي توزع جوائز نوبل بوسائلها التي تليق بروايات التجسس في السعي إلى تجنب التسريبات، حيث تستخدم أسماء مستعارة للكتاب وأغلفة زائفة للكتب التي يقرأها أعضاء لجنة الاختيار. وفي العام 2005، عندما اختير المسرحي هارولد بينتر فائزا، كان أعضاء اللجنة يطلقون عليه اسم "هاري بوتر" الذي يشاركه الأحرف الأولى من الاسم. وأثيرت ضجة في العام الماضي عندما سرت شائعات حول تسريب محتمل في الأكاديمية. وتم فتح تحقيقات حول رهانات مشكوك في أمرها لفهم كيف ارتفعت نسبة المراهنة على الشاعر السويدي توماس ترانسترومر الفائز عام 2011 من 13 مقابل 1 إلى اقل من 2 مقابل 1، قبل ساعات فقط على إعلان الأكاديمية خيارها. وتم التخلي عن التحقيق لنقص الأدلة، لكن الأكاديمية قررت مضاعفة إجراءاتها هذا العام وتم الحد من عدد الذين قد يطلعون مسبقا على اسم الفائز. ولا شك فيه أن الجائزة الأكثر إثارة للتعليقات هي نوبل السلام، وهي تبدو هذا العام مفتوحة على احتمالات كثيرة من دون أفضلية بارزة. وطرحت أسماء حوالي 231 مرشحا لهذه الجائزة، من بينهم بيل كلينتون، وهلموت كول والأميركي المشتبه به في تسريب معلومات لويكيليكس برادلي مانينغ. وينشر رئيس معهد أبحاث السلام في أوسلو كريستيان بيرغ هارفيغن سنويا لائحة بالفائزين المحتملين، علما أنه يتابع من قرب أعمال لجنة نوبل. وتشمل اللائحة لهذا العام الخبير الأميركي في الثورة السلمية جين شارب ومنظمة ميموريال غير الحكومية الروسية لحقوق الإنسان ومؤسستها سفيتلانا غنوشكينا، ومجموعة صدى موسكو الإعلامية المستقلة ورئيس تحريرها اليكسي فينيديكتوف. كما ادرج اسما نيجيريين يكافحان التعديات تحت ستار الدين وهما رئيس الأساقفة جون اونييكان، وسلطان سوكوتو محمد سعد ابو بكر، إلى جانب رئيس بورما ثين سين. كما ذكر اسم الناشطة الأفغانية لحقوق الإنسان والوزيرة السابقة المناهضة للنقاب سيما سمار. لكن التكهنات حول جائزة الفيزياء اتخذت هذا العام اتجاها مفاجئا. فاكتشاف جسيمة مهمة، في يوليوز الماضي، قد تكون ما يعرف ب "بوزون هيغز" شكل اختراقا هائلا في نصف القرن الأخير واعتبر جديرا بجائزة نوبل. لكن لجنة نوبل الفيزياء ما زالت تلزم الصمت حيال هذا الاحتمال. وقال أحد أعضائها لارس برينك، لفرانس برس، "كل ما سأقول هو أنه اكتشاف كبير". وهذا العام قررت اللجنة بسبب الأزمة الاقتصادية تخفيض قيمة الجائزة 20 في المائة لتبلغ 8 ملايين كورون (930.940 يورو) مقابل عشرة ملايين كانت تمنح منذ 2001.