نشرت وزارة الخارجية الامريكية الشهر الماضي بعضا من وثائقها التي رفعت عنها السرية و التي تخص قضية الصحراء ووضعتها في أرشيفها الوطني المفتوح للعموم من الباحثين، و كانت اغلبها حوارات مع الرئيس الجزائري الهواري بومدين و الملك الحسن الثاني و أيضا مع بعض المسؤولين الاسبانيين يجريها وزير الخارجية انذاك هنري كيسينجر ، كما تضمنت مراسلات السفارات الامريكية و تقارير مختلفة أخرى. كَود حصلت على الوثائق و انتقت منها أهمها لتقدمه لكم مترجما. — تيلغرام رقم 248532 من وزارة الخارجية الى السفارة بالمغرب
– على ضوء قرار المحكمة الدولية و تقرير لجنة الاممالمتحدة و التطورات الاخيرة خصوصا اعلان الملك الحسن الثاني عن تنظيم مسيرة مدنية في اتجاه الصحراء و بناءا على طلب اسبانيا لاجتماع لمجلس الأمن الدولي المقرر عقده يوم 20 اكتوبر على الساعة الحادية عشر صباحا،قررت وزارة الخارجية ارسال رسائل متزامنة للحسن الثاني ووزير الخارجية الاسباني كورتينا والامين العام للامم المتحدة والديهم تحثهم على وقف جميع التحركات وان يتم اعطاء وقت كافي لمبادرات ديبلوماسية للوصل الى حل سلمي و متفق عليه من جميع الاطراف
– المطلوب من السفارة ان توصل الرسالة التالية من وزير الخارجية الى الملك الحسن ، بداية الرسالة : صاحب الجلالة،لقد اتصل بي سفيركم السيد بوطالب يوم 17 اكتوبر لكي يبلغني ردكم على تساؤلاتنا،لقد كنت مغتبطا بصراحتكم وموقف الحكومة المغربية حول القضية و ايضا تطميناتكم لنا بأن المغرب لا ينوي القيام بعمل عسكري.
– انا على اطلاع بخطابكم الاخير وعلمت انكم تنوون تنظيم مسيرة مدنية الى الصحراء،وعلى ضوء قرار المحكمة الدولية و تقرير لجنة تقصي الحقائق الاممية أود ان اخبركم ان المشكل سيحل لوحده عبر الوسائل الديبلوماسية،اطلب منكم ان تتراجعوا عن خططكم و ان تأخذوا الوقت الكافي من اجل تجريب كل الفرص الممكنة لاتفاق يجعلنا نتجنب نزاعا عسكريا او مواجهة سياسية.
– كما اخبرت سابقا السفير بوطالب ،لقد قمت بالاتصال بمدريد بنفس المضمون،مبعوثي الخاص ومساعدي السيد اثيرتون سيكون في المغرب يومي 23 و 24 اكتوبر،و اتمنى ان يجد الفرصة لكي يناقش مع جلالتكم بطريقة صريحة و بناءة,تحياتي. الدكتور هنري كيسينجر. نهاية الرسالة.