سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الله يرضي عليكم قال ليكم سيدي ....بيعة تجديد ميثاق الخضوع للسلطان من قبل خدام المخزن الأوفياء. العمال والولاة يجسدون مؤسسة القائد قديما والمنتخبون والنخب يجسدون ممثلي القبائل والأعيان ووزير الداخلية صدر أعظم
الله يرضي عليكم قال ليكم سيدي الله يبارك فيكم قال ليكم سيدي....عبارات ترددت في حفل الولاء من لدن خدم القصر وعبيده اول امس الثلاثاء، بحضور وزراء حكومة بنكيران ووزير الداخلية، الذي يجسد في عرف السلطنة الصدر الأعظم الذي يقود رجال السلطة، عمال وولاة، مؤسسة القائد في النظام القبلي، ومنتخبون واعيان، ممثلو القبائل في نظام ما قبل الحماية. الكل يعتبر أن امتطاء السلطان لصهوة الجواد حتى لا تطأ قدماه الأرض، يعني أنه الوسيط بين السماوي المقدس والأرضي المدنس، من هنا تحمل البيعة دلالات رمزية كثيرة، تحيل جميعها على النسب الشريف والشرعية الدينية للسلطان والرضا على الرعية يستمد دلالاته من هذا المعنى، والخدم والعبيد هم حراس الطقوس ومنشطوها الاوائل، فيما تمحى المؤسسات المنتخبة والحكومة المنتخبة المعينة من قبل الملك من قاموس الدولة السلطانية كما تجسدها البيعة وحفل الولاء، ليصبح الجميع ممثلا لميثاق الخضوع للملك والامتثال له لأن البيعة في عنق من بايع، بإسم جماعة المومنين، ولا ينبغي التعامل معها، من هذا المنظور، إلا بمنطق الخضوع للواجبات التي لا تقييد لسطات السلطان فيها.
ميثاق الإذعان للسلطان يعني الخضوع التام وعدم التساهل مع من يخرج عن بيعته الذي يعد خارجا عن الدين كما قال الحسن الثاني للاتحاديين سنة 1981 لما انسحبوا من البرلمان احتجاجا على قرار الملك تمديد ولايته سنتان باستعماله للفصل 19 آنذاك الذي كان يمنح له صفة أمير المؤمنين وضامن دوام الدولة واستمرارها.
الحمولة الدينية إذن للبيعة تصبح لا شيء أمام حمولتها السياسية والرمزية، وصورة الوفود المبايعة أمس وهي تنحني "إجلالا" للسلطان تعني تجديد الخضوع المطلق له دون شروط، ومن يقوم بشرعنة البيعة دستوريا هو المخزن ورموزه في الدولة والمجتمع، والمستفيدون من نعماته وافضاله عليهم، لذا فهم يشرعون إطلاقية السلطة الملكية التي لا تقبل مبدأ فصل السلط على مستواها.