دقت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة ناقوس الخطر حول تفاقم ظاهرة المخدرات التي تواصل انتشارها بشكل غير مسبوق، رغم المجودات المهمة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في محاربة هذه الآفة، على حد تعبيرها. وأكدت الشبكة، في تقرير تنفرد "كود" بنشره، أنه بعد أن كانت ظاهرة استهلاك المخدرات مقتصرة على الجامعات، أصبحت الآن "تدق أبواب مدارسنا الإعدادية والثانوية وانتقلت من الفئة العمرية بين 19 إلى 25 سنة من شبيبتنا لتنتشر بسرعة البرق في أوساط الأطفال دون 14 سنة، إلى درجة أن الوضع أصبح مخيفا وبات يقلق ويهدد جميع الأسر المغربية ويرعب السكان والمجتمع، كما ينذر بكارثة حقيقية على مستقبل شبيبتنا وأطفالنا بسبب ارتفاع نسبة مروجي ومستهلكي الأقراص المهلوسة التي تعتبر أحد اهم الأسباب المؤدية إلى ارتفاع جرائم السرقة، والاعتداءات، والاغتصاب، والقتل".
وكشفت الشبكة أنها تسعى إلى "التعبئة المجتمعية في رصد ومتابعة ومعالجة وتقييم الظاهرة الأزمة قبل استفحالها سيما بين شبابنا وأبنائنا، فكل تأخير في التعاطي مع الموضوع بالجدية المطلوبة والصرامة اللازمة ومواجهة هذه الآفة في الحاضر القريب يتعذر أو يستحيل استدراكه في المستقبل".
وأضافت "لقد تم إغراق السوق الوطنية بكميات هائلة من عقاقير الهلوسة الخطيرة يتم جلبها من خارج الوطن، وخاصة عبر الحدود الجزائرية والموريتانية ومن سبتة ومليلية وأحيانا عبر المطارات والموانئ، من طرف عصابات التهريب تجتهد في استعمال وسائل طرق واليات وتقنيات حديثة ومتجددة في التهريب والتوزيع والترويج والتصدير والاستيراد ولم تعد طبعا تعتمد فقط على الوسائل التقليدية لترويج سمومها، بل تخطتها لتصل إلى عرض بيعها عبر مواقع إلكترونية من طرف شركات تدعي بيع الأعشاب الطبية وهي في الحقيقة تروج للمخدرات الاصطناعية باعتبارها عشبة تساعد على تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة أو كبديل آمن للنيكوتين وتكوين قوة جسمانية او جنسية ..... ليقع الشباب فريسة سائغة لهؤلاء المروجين الذين يلجئون إلى استخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر سمومهم".
وجاء في التقرير أيضا "يتم ترويج المخدرات تحت مسميات مختلفة مثل الحبوب المنشّطة كعقاقير الهلوسة (ل-س-د) والمنومات كالفينوباربيتال، وحبوب الهلوسة، والأكستازي، ومادة الهيرويين والكوكايين، ومثبطات الجهاز العصبي والمنشطات (كالكوكايين، والأمفيتامينات)، والمهدئات (كالفاليوم 100)، كما يتم خلط الكوكايين بمواد أخرى، كحبوب الهلوسة، لترويجه بأسعار منخفضة داخل أوساط التلاميذ، فضلا عن الشيرة أو الحشيش الذي يعتبر نبتة مغربية بامتياز ويتم استهلاك هذه المخدرات تحت اسماء مختلفة من (الفنيدة) و(شكيليطة)، و(السخونة) و(خرشيشة) و(الكالة) و(المعجون) و(بولة حمرا)، الى (القرش الأزرق)".