لا تزال صور تطويق الشرطة لأحد المنازل بحثا عن انتحاريين في الدارالبيضاء بعد تفجير أحد الاخوين لنفسه قرب السفارة الامريكية في الاذهان...عناصر شرطة مسلحين بالمسدسات و القوات الخاصة التابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بأسلحتها المتطورة و أقنعتها و الكل ينتظر ، الاعصاب مشدودة و اليد على الزناد.. لكن من جهة اخرى المواطنون متحلقون بالقرب من " مركز العمليات" بل ومنهم من يتسمر واقفا قرب الشرطة و يساعدها بالاشارة الى الاشخاص المشبوهين.. ابل منهم من صعد الاسطح ليلقي القبض بنفسه على عناصر مدربة و مغلفة بمواد متفجرة.. ماذا حدث بعدها، انسل احد الانتحاريين وسط الجوقة و فجر نفسه ليودي بحياة بعض المواطنين و عميد شرطة.. هي عادة مغربية ان يتحلق المواطنون لرؤية ما يقع بدافع الفضول، بل هي ايضا ميزة و استثناء مغربي ان يقوم المواطنون بالمساعدة لكنها تبقى امرا مشينا بحيث يتعرضون هم انفسهم للخطر..
ما حدث امس بحي بروكون، و حدث قبل في كوارث زلزال الحسيمة و حوادث السير التي تحدث يوميا من تعريض المواطنين انفسهم للخطر بدون ان يتدخل البوليس او الوقاية المدنية لابعادهم يعني ان هذه الاجهزة ليست محترفة و لا تقوم بعملها بشكل عال من المهنية. ويعني اننا كمغاربة نطور حسا بالمواطنة او الفضول لا ترقى حتى تشكيلات المواطنين الامريكان الى مستواه، تلك التشكيلات الشبه عسكرية التي تطوعت لحراسة الحدود مع المكسيك و قتل المهاجرين السريين.. ظاهرة الفيجيلانت سيتيزن أو ظاهرة المواطن الصالح أصبحت العديد من الدول تحاربها و تحد منها نظرا لمخاطرها الكثيرة.. حتى أن الفصول القانونية التي تجرم عدم تقديم مساعدة لشخص في خطر يتم إلغاؤها.. تقديم المساعدة و تنظيمها يجب أن تتم وفق شروط التعبئة العامة و تحت إشراف معين للأجهزة المكلفة التي هي أصلا من واجبها مساعدة و إسعاف المواطنين في ظروف الكوارث.