تفاصيل مثيرة عن "العلاقة المعقدة" واللقاءات التي جمعت المعارض اليساري عبد الرحيم بوعبيد بالملك الراحل الحسن الثاني، أماط عنها اللثام ولأول مرة،الوثائقي التاريخي "الرواد"، وبثت القناة الأولى مساء أول أمس الاثنين حلقة منه عن الزعيم الاشتراكي الراحل عبد الرحيم بوعبيد، وعنونتها ب"رجل الدولة المعارض". ومن بين تلك اللقاءات، التي أبرزتها القناة الأولى في حلقة أمس من الرواد، لقاء الملك الراحل الحسن الثاني مع الزعيم الاتحادي بعد مغادرته أسوار سجن ميسور سنة 1981، إذ كشف القيادي الاتحادي عبد الواحد الراضي لأول مرة، تفاصيل هذا اللقاء الذي أعقب صدور عفو ملكي عن كل من عبد الرحيم بوعبيد ومحمد الحبابي ومحمد اليازغي، وهو اللقاء الذي أقر عبد الواحد الراضي أنه لعب في عقده دورا بارزا في عقده بين الملك الراحل والزعيم الاتحادي بمراكش. الراضي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، صرح في الوثائقي التاريخي، الذي أعده الزميل الصحافي سامي المودني، بأنه التقى الملك الراحل الحسن الثاني خلال استقبال خصصه للمشاركين في إحدى اجتماعات أحزاب الأممية الاشتراكية بالرباط، قائلا: "سألني الملك الراحل عن أخبار السي عبد الرحيم وعن صحته وحالته بعد مغادرته ميسور، فأجبته أنه بخير الحمد لله، فطلب مني أن أخبره برغبته في لقاء بوعبيد وأن يتصل أحدنا بمولاي عبد الحفيظ العلوي من أجل تحديد موعد، ومباشرة بعد مغادرتي القصر الملكي توجهت للقاء عبد الرحيم بوعبيد لإخباره ووقع الاتصال بمولاي عبد الحفيظ العلوي وبالفعل تم تحديد موعد لقاء السي عبد الرحيم بالملك الحسن الثاني بعد خروج الأول من السجن". وأضاف الراضي الذي كان شاهدا على هذا اللقاء الذي كان لدرجة حرارته "عبارة عن لقاء بين صديقين مدة طويلة لم يلتقيا"، يشير الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي. من جهته أماط القيادي الاتحادي، عبد الهادي خيرات اللثام عن جزء ثان من تفاصيل هذا اللقاء، بقوله: "استقبل الملك الراحل بوعبيد بالأحضان، قبل أن يخاطبه قائلا: "سوف تستغرب أسي عبد الرحيم لماذا استقبلتك هنا؟ قدوتي في الملوك العلويين هو جدي مولاي الحسن وهذا البيت الذي استقبلتك فيه هو بيته، إذ قمت باستقدام أثاثه إلى مراكش، وهناك سيدة مكلفة بالحفاظ على هذا الأثاث، عندما أكون في أشد لحظات فرحي أقصد هذا البيت وعندما أكون في أشد لحظات حزني أقصده أيضا، لذلك لم أجد مكانا أستقبلك فيه اليوم إلا هذا المكان".