تابعت "كود" بالأمس سير الجنازة المهيبة التي شيع فيها جثمان الشاب القتيل "عمر الغشام" الذي راح ضحية أربعة أشقاء و أبيهم اعترضوا سبيله هو و أخيه ليطعنوهما باستعمال أسلحة بيضاء في الشارع العام لحي المصلى المتواجد وسط المدبنة والقريب من قلب طنجة، ليلقى أحدهما حتفه و ينقل أخوه إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس في حالة حرجة. وفد شارك في هذه الجنازة أعداد غفيرة من سكان الحي مدعومين بجمعيات مدنية مافتئت تصرخ و تدعو لإصلاح الوضع الأمني المتردي بالمدينة.. ولدى عودة المشيعين من مقبرة المجاهدين حيث دفن الفقيد، تحولت الجنازة تدريجيا إلى مسيرة حاشدة ضد الأمن في طنجة إذ رفع بعض المواطنين لافتات كبرى تنادي بتوفير الحماية للمواطنين البسطاء من العصابات المسلحة الكثيرة التي تنشط في عدة أحياء بطنجة تروع السكان و تتحكم في مصائرهم كما زمان "الفتوات" في الحارات المصرية القديمة. وفور علم المصالح الأمنية بالشكل الذي أصبحت عليه المسيرة أرسلت تعزيزات أمنية لمنع المتضاهرين من التوجه إلى مقر الأمن المركزي وسط المدينة.. وتأتي هذه الاحتجاجات ضد الأمن في طنجة في اليوم الأول من تعيين والي جديد للأمن بالمدينة خلفاً للوالي السابق المعفى من مهامه.
وتنتظر ساكنة طنجة بتوجس و أمل أولى القرارات التي سيتخذها هذا الوالي الجديد لأنها لم تعد تتحمل غياب الأمن في المدينة، بينما أسر ممثلون عن جمعيات مدنية محلية ل"كود" أنها، في ظل النجاح الهائل لهذه المسيرة العفوية، فإنها تعتزم ، إذا لم تظهر أية بوادر للإصلاح من طرف والي الأمن الجديد، أن تؤطر المواطنين لتنظيم مسيرة كبرى للمطالبة بتوفير المستوى الأدنى للأمن داخل كل أحياء مدينة طنجة.