شهدت مسيرات اليوم السابع عشر للاحتجاج الذي دعت له حركة عشرين فبراير ليلة امس الاحد 22 يوليوز 2012 تحت شعار " التنديد بغلاء الأسعار " تدخل قوي لقوات الأمن في كل من الدارالبيضاءوالجديدة، أسفر عن وقوع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المحتجين، وتسجيل حالات اعتقال. الثاني من رمضان بحي سيدي البرنوصي، تجمهر العشرات من نشطاء 20 فبراير البيضاء أمام الساحة المقابلة لثانوية مختار السواسي، كل المؤشرات، كما وقفت على ذلك “كود"، تنبأ بتدخل من طرف قوات الأمن لمنع المسيرة، وكما عاينت " كود " ذلك توجه مجوعة من رجال الأمن بزي المدني نحو عدد من نشطاء الحركة يخبرونهم منع المسيرة شفويا، لكن الأخيرين تركوا الساحة المطوقة بعناصر الأمن وسياراتهم، وتوجهوا نحو الجهة الأخرى من الشارع، لتنطلق المسيرة وسط حشود المواطنين الذين يقصدون مسجد طارق وقتها والسوق، مما حال دون تدخل قوات الأمن لتفريق المحتجين، واكتفوا في بداية المسيرة بتطويقها من الأمام والخلف وتتبع كل كبيرة وصغيرة. الشعارات التي رفعت كانت كسابقتها ضد الغلاء والفساد والاستبداد، دون أن ينسى نشطاء الحركة إكرام رئيس الحكومة والمستشار الملكي فؤاد علي الهمة بنصيبهم من الإنقاذ والتجريم. المسيرة وكما تتبعت " كود " ذلك تعرضت للمنع عند الرجوع إلى مكان انطلاقها، ومحاولة سلك شارعي فرعي مما أعطى فرصة لرجال الأمن لفرز نشطاء الحركة عن الشارع المكتظ، ويتم التدخل بالقوة لمنع المسيرة مما أسفر عن وقوع العديد من جرحا، أحدهم أصيب بجرح غائر على مستوى الرأس، وحجز كل اللافتات الحركة وآلات التصوير الخاصة بالنشطاء، كما تم حجز التريبرتور الذي كانت تستعمله الحركة لترديد الشعارات.
وقد سجل نشطاء الحركة بعد تدخل الأمني اعتقال مجموعة من النشطاء وصل عددهم أربعة عشر بينهم شابتين، اقتيدوا إلى الدائرة الأمنية أناسي، والتي شهد محيطها بدوره تدخلا أمنيا لتفريق وقفة تضامنية مع المعتقلين، والذين سيعرض ستة منهم على وكيل الملك حسب معطيات حصلت عليها " كود " اليوم بالمحكمة الابتدائية لعين السبع.
الجديدة عرفت بدورها تدخل أمني لتفريق المسيرة التي دعت لها التنسقية المحلية للحركة، وقد أسفر التدخل عن إصابة العشرات من المحتجين، بعضها وصفت بالخطيرة مما استدعى نقل المصابين للمستشفى قصد تلقي العلاج، كما اعتقلت قوات الأمن عدد من نشطاء الحركة ومسؤولين نقابيين محليين أفرج عنهم مباشرة بعد التحقيق. وقد شهدت مختلف المدن المغربية مسيرات ووقفات لحركة 20 فبراير منها ( الرباططنجةبني ملال.. )، مرت تحت حصار أمني شديد دون تسجيل أي تدخل، أو احتكاك بين المحتجين ورجال الأمن.
ويأتي تدخل قوات الأمن في كل من البيضاءوالجديدة، مباشرة بعد حديث بنكيران عن نهاية عهد الاحتجاج السياسي، والذي لا تزال 20 فبراير متمسكة به رغم تراجع العددي الذي تشهده مسيراتها. وسيفهم من الاستفتاحية الرمضانية هذه، والتي زينة بقمع مسيرتين ل20 فبراير، ووقوع جرى واعتقالات في صفوف المحتجين، أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران نفذ صبره تجاه أي احتجاج سياسي.